تسمم 125 شخص بمياه ملوّثة يثير الرعب في البويهي بتلمسان

مديرية الصحة سخّرت فريقا طبيا لمتابعة المصابين
تعيش بلدية البويهي بأقصى الجنوب الغربي لولاية تلمسان حالة طوارئ بسبب الارتفاع المثير في أعداد المصابين بتسمم يرجّح أنه بسبب مياه ملوّثة، حيث لم تستبعد التحقيقات فرضية الفعل الإجرامي بهذه المنطقة الحدودية، بعدما وصل عدد المصابين إلى 125 شخص إلى غاية مساء يوم أمس الجمعة.وإزاء هذا العدد من المصابين الذين لم تصل حالتهم درجة الخطورة القصوى، لجأت مديرية الصحة لولاية تلمسان إلى ترحيل طاقم طبي من سيارتين للإسعاف و4 أطباء يقومون بالمناوبة، لضمان الفحص والإسعافات الخاصة بالمصابين على مستوى قاعة العلاج.وفي اتصالات قامت بها «النهار» مع عائلات بعض المصابين، قال أحد السكان إنه تفاجأ بإصابة كافة أفراد عائلته بحالة ارتفاع الحرارة والتقيؤ من دون معرفة المصدر الأساسي، مشيرا إلى أن شكوك السكان تتمحور كلها حول مياه الشرب. وقد وصلت الحصيلة الأولية صباح يوم الخميس إلى 20 مصابا، بينما ارتفعت مساء نفس اليوم إلى 39 إصابة، قبل أن تسجل ارتفاعا حادا يوم أمس وصل إلى غاية 125 إصابة، من دون تسجيل أي حالة خطيرة، حيث اكتفى الأطباء بالإسعافات الأولية التي تمكن المصاب من استعادة عافيته. وقال أحد الشباب من بلدية البويهي لـ«النهار»، إن الإصابات التي اقتصرت على عاصمة البلدية يرجح أنها بسبب مياه الشرب القادمة من بئر منطقة المجاهدين الذي سبق أن أوقفت السلطات خلال السنوات الماضية نشاطه، قبل استئناف تزويد المواطنين منه في السنتين الماضيتين.من جهتنا، اتصلنا برئيس المجلس الشعبي لبلدية البويهي، عبد القادر بن عيسى، الذي أوضح أن الإصابات غير خطيرة وأن التحقيق جار لمعرفة مصدر التسمم كون المياه معالجة بطريقة أثبتتها التحاليل، موضحا أن الإصابات مست سكان عاصمة البلدية بينما لم تصب سكان باقي المناطق الأخرى التي تتزود من مياه نفس البئرين، كما أشار رئيس بلدية البويهي ألى أن مصالحه أوقفت تزويد السكان بالماء الشروب وخصصت 4 صهاريج بالتنسيق مع مصالح الجزائرية للمياه.من جانبها، مصالح الأمن فتحت تحقيقا في ملابسات القضية قصد تحديد مصدر التسمم، حيث لم يتم استبعاد فرضية الفعل الإجرامي. وقد خلفت الحادث حالة من الرعب لدى سكان القرى المجاورة في ماقورة وقرية أولاد المهدي وعين خليل والعابد، خشية أن تكون الإصابة شاملة.