تغيضك بزاف لما يعـــترف الأوروبيون بتاريخنا وكفاحنا بينما في الجزائر نحن لا حدث
أبدى رشيد مخلوفي، لاعب جبهة التحرير الوطني سابقا، تأسفه وحسرته الشديدة على ما يعانيه رفقة زملائه السابقين في الجبهة من تجاهل من طرف السلطات والمسؤولين الجزائريين، في وقت ينالون كل التقدير والاعتراف من الأوروبيين على ما بذلوه في سبيل الجزائر وتضحياتهم الجسيمة من أجل القضية الوطنية ورفع راية الجزائر عاليا في عز الظلم والقهر الذي كانوا عرضة له من طرف الاستعمار الفرنسي، في صورة التصريحات الأخيرة للنجم الفرنسي الأسبق «إيريك كونتونا»، وصرح مخلوفي أمس لـ«النهار» قائلا: «والله أتأسف كثيرا وتغيضني بزاف لما أرى أشخاصا لا يمتّون للجزائر بصلة ولا علاقة لهم بنا ومع ذلك يضربون بنا المثل ويعترفون لنا بما قدمناه للجزائر والتضحيات الجسيمة التي بذلناها في سبيل الدفاع عن القضية الوطنية، في صورة كونتونا الذي أشكره كثيرا على ما قاله عني، بينما نعاني في الجزائر التي ضحينا من أجلها من تجاهل المسؤولين وكأننا لا حدث ولم نخدم بلدنا أبدا، باستثناء بعض الدعوات التي نتلقاها من وسائل الإعلام ».
في انجلترا يطالبون بتدريس تاريخ نضالنا.. ولا نريد سوى أن يعرف شباب اليوم ما عانيناه من أجل الجزائر
هذا وأشار محدثنا إلى الأصوات المرتفعة في انجلترا من أجل تدريس نضال لاعبي جبهة التحرير من أجل التحرر، في وقت من المفروض أن تأتي هذه المبادرات من الجزائر لكي يعرف الجيل الحالي تاريخ مخلوفي وزملائه، مردفا في هذا الصدد: «في إنجلترا هناك عديد الأصوات تنادي بتدريس تاريخنا لأبنائهم من أجل تلقينهم معاني الكفاح والنضال من أجل القضايا الوطنية، بينما من المفروض أن يقوم الجزائريون بهذه الخطوة حتى يتعرف الجيل الحالي على ما قدمناه لوطننا الأم، لكن للأسف في الجزائر لا يعيروننا أي اهتمام». كما رفض مخلوفي أن تُفهم تصريحاته على أنها رغبة منه في إظهار نفسه، مؤكدا أن ما قام به من أجل الوطن ولا ينتظر جزاء ولا شكورا بل الهدف منها إيصال ما عانوه من أجل الجزائر إلى شباب اليوم: «لا يجب أن تُفهم تصريحاتي على أنها رغبة في الظهور في ثوب البطل، بل أنا لا أحب أن أصف ما قمنا به أنا وزيتوني رحمه الله وغيرنا بالتضحيات بل نحن لم نقم سوى بواجبنا باتجاه هذا الوطن الغالي، فالجزائر فوق الجميع، ولكن أهدف فقط إلى بعث رسالة إلى المسؤولين مفادها أنه يجب أن يعرف شباب اليوم ما عانيناه من أجل الوطن حتى يحافظوا عليه ويضحوا من أجله».
