جبهة التغيير تدعو الى جولة ثانية من مشاورات تعديل الدستور

دعت جبهة التغييرعلى لسان رئيسها عبد المجديد مناصرة اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة الى جولة ثانية من المشاورات السياسية حول تعديل الدستور, من خلال تنظيم “ندوة وطنية جامعة” تشارك فيها كافة الأطراف حتى تلك التي لم تشارك في الجولة الاولى. وأوضح السيد مناصرة خلال ندوة تبعت بنقاش خصصت لموضوع “التحول الديمقراطي في ظل تعدد المبادرات” بأن مسار تعديل الدستور “يحتاج الى جولة ثانية تطرح فيها للنقاش خلاصات الجولة الأولى من المشاورات” مشددا على أن تجري الجولة الثانية في إطار”ندوة وطنية جامعة بعيدا عن اللقاءات الثنائية التي شهدتها الجولة الأولى” التي تمت في غضون شهري يونيو ويوليو الماضيين. وبعد أن أكد على ضرورة أن تضطلع الجولة الجديدة ب”مناقشة خلاصات الجولة الأولى” أبرز المتحدث أنه يتعين على الدولة “إقناع” الأطراف التي قاطعت لقاءات يونيو ويوليو بالمشاركة عبر ابداء “الجدية” من خلال “تضمين الخلاصات المطروحة للنقاش, آراء المعارضة حول التعديل”. وبشأن ذات الموضوع أكد السيد مناصرة بأن جبهة التغيير”مع عرض الدستور التوافقي على الاستفتاء الشعبي” معتبرا أن “الحل الحقيقي يجب أن يمر على الشعب”. من جهة أخرى شدد رئيس الحزب على أن تحقيق التحول الديمقراطي في الجزائر يمر عبر “توافق وطني” تشارك فيه جميع الأطراف, معتبرا ان المبادرات السياسية المطروحة على الساحة الوطنية “حالة صحية وليست مرضية كما تعد دليلا على التطور الذي تشهده الساحة السياسية”. و أكد في هذا السياق بأنه من منظور حزبه فإن التوافق الوطني الذي يتحقق ب”مشاركة السلطة والمعارضة والمجتمع” يتجسد عبر “عهدة انتقالية (…) يترجمها دستور توافقي وحكومة وحدة وطنية وانتخابات تشريعية مسبقة وإصلاحات تشريعية واقتصادية واجتماعية الى جانب ترقية المصالحة الوطنية”. وفي هذا الصدد داعا السيد مناصرة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الى ان “يتعامل مع عهدته الانتخابية كعهدة انتقالية وان يصنع التحول من خلال تجاوبه” مع المبادرات. وبعد أن جدد التأكيد بأن التوافق الذي يعد “أولوية وطنية” هو “الوسيلة التي تحقق التحول الديمقراطي” لفت رئيس الحزب الى أن هذا المسعى “يستدعي من المعارضة والسلطة على حد سواء, تقديم تنازلات” لافتا الى أن “الإجماع صعب في السياسية”. وفي هذا الشأن أكد المتدخل أن تشكيلته السياسية “ترحب بكل مبادرة للحوار شريطة أن تحترم ثوابت الأمة ومصلحتها” مضيفا بأنه “لا ينبغي أن تكون المعارضة المصدر الوحيد للمبادرات”حيث طالب من حزب جبهة التحرير الوطني “القيام بمبادرات” سياسية. وفي سياق متصل جدد السيد مناصرة التأكيد على أن حزبه “لا يقبل أن يكون في تكتل ضد تكتل آخر ولا في مبادرة ضد أخرى”. واغتنم السيد مناصرة قرب الذكرى ال26 لأحداث5 أكتوبر 1988 حيث أشار الى أن ما جرى “بالمقاييس الحالية, ثورة”, مسجلا بأن الجزائر “عرفت (بتلك الاحداث) انطلاقة قوية في التحول الديمقراطي لتسجل بعدها تأخرا” مما يستدعي اليوم “استكمال هذا التحول ديمقراطي”. وبخصوص “الوحدة” بين حركة التغيير وحركة مجتمع السلم (حمس) أكد السيد مناصرة بأن “المشروع مستمر”غير أنه أوضح بأن “الأمر يتعلق بوحدة وليس عودة”. على صعيد آخر أدان السيد مناصرة حادثة الاختطاف التي تعرض لها ليلة الأحد رعية فرنسية ببلدية أقبيل بولاية تيزي وزو. وقال المتحدث في هذا الشأن “ندين هذا الاختطاف (…) وكل الاعمال التي تدخل في خانة الإرهاب زمانا ومكانا(…) ولا نريد ان تتحول الجزائر الى أرض للارهاب الدولي” داعيا الجميع الى “تحمل مسؤوليته”.