جرحى وانهيارات بعد هزّتين أرضيتين في مستغانم
اهتزت ولاية مستغانم، صبيحة أول أمس الخميس، على وقع هزتين أرضيتين بقوة 4.1 في حدود الرابعة صباحا والثانية بقوة 5.2 درجات على سلم رشتر في حدود الساعة السادسة و22 دقيقة، خلفتا خسائر مادية معتبرة على غرار تصدعات وتشققات في الجدران، إضافة إلى انهيار أجزاء من الشرف والأسقف لعدة مساكن وعمارات بالخصوص على مستوى بلدية بوقيرات التي كانت قريبة من موقع الهزة والأحياء القديمة لمدينة مستغانم كقادوس المداح وتيجديت. كما سببت الهزتان الأرضيتان هلعا وخوفا لسكان الولاية الذين اضطر أغلبيتهم إلى مغادرة سكناتهم ونصب خيم خارج العمارات والمباني المهددة بالانهيار، كما تسببت في بعض حالات الإغماء وسط الكهول والعجائز وصراخ وسط النسوة اللواتي تخوفن من قوة الهزة التي لم يسبق وأن عاشتها الولاية من قبل، أين جندت مصالح الحماية المدنية وسائل مادية وبشرية ضخمة للاستجابة لكافة نداءات المواطنين الذين حول البعض منهم إلى مصالح الاستعجالات نتيجة تعرضهم لإصابات خفيفة إثر سقوط أجزاء من الأسقف والأجهزة الكهرومنزلية عليهم. وحسب المعاينة الأولية للسلطات المحلية التي شكلت هي الأخرى خلايا أزمة عبر كل المناطق المتضررة للولاية لاستقبال المواطنين وتجنيد المتضررين منهم، فكانت الجهة الجنوبية الشرقية للولاية الأكثر ضررا مقارنة بالمناطق الأخرى على غرار بوقيرات، سيرات، السوافلية وماسرى التي كانت قريبة من موقع الهزة الأرضية، حيث مست أغلبية المباني القديمة والعمارات حديثة النشأة، إضافة إلى المؤسسات التربوية التي اضطرت لحرمان التلاميذ من مزاولة الدراسة خوفا على سلامتهم التي تزامنت مع فترة إجراء الاختبارات.
مواطنون يغلقون الطريق احتجاجا على تصريحات مسؤولين
تسبب تصريحات المسؤولين المحليين التي أدلوا بها خلال الصبيحة في بعض وسائل الإعلام، في ثورة شعبية على مستوى منطقة بوقيرات، أين أقدم العشرات من المواطنين على غلق الطريق الوطني رقم 23 الرابط بين مستغانم وغليزان وإضرام النار في العجلات المطاطية احتجاجا على ما صرح به مسؤولو المنطقة بعدم وجود أية كارثة على مستوى المنطقة ما عدا بعض التشققات الخفيفة التي لا تستدعي القلق بهذا الحجم كله، وهو ما أثار غضب المواطنين الذين اعتبروا الأمر استصغارا للأمر مع إهمال حقيقة الزلزال الذي ضرب المنطقة وجعل المواطنين يبحثون عن مأوى وحلول من قبل السلطات المحلية لتجاوز الأزمة، أين اضطرت مصالح الدرك الوطني إلى التدخل ومحاولة تهدئة الوضع مع إيجاد حلول للتكفل بكل الحالات التي تضررت جراء الزلزال العنيف الذي هز المنطقة مقابل تقديم الضمانات الكافية للتكفل التام سواء كان من الجانب المادي أو النفسي، أين دام الاحتجاج لقرابة الساعتين قبل أن تعيد السلطات المحلية الوضع إلى طبيعته.
رئيس الدائرة: لا خوف على السكان.. والدولة ستتكفل بكل المتضررين
كشف رئيس دائرة بوقيرات بولاية مستغانم، أنه تم تشكيل خلايا أزمة بكل البلديات والدوائر من أجل إحصاء حجم الخسائر والأضرار التي مست السكان قصد التكفل بهم وإجلاء المواطنين والعائلات التي لا يسمح لها بالعودة إلى ديارهم بشكل مؤقت مع التكفل التام بهم إلى حين مرور لجنة الجيوتقنية ومهندسين معماريين مختصين لتفقد مدى أضرار البنايات قصد إعادة إسكان العائلات وكافة المواطنين وتحويلهم إلى أماكن آمنة، كما دعا المتحدث المواطنين إلى عدم القلق والخوف، حيث سيتم التكفل بهم مع تفادي استغلال الأزمة لأغراض أخرى التي تحاول من خلالها بعض الأطراف تحريض المواطنين على خلق البلبلة وإدخال المشاكل الاجتماعية في وسط الأزمة التي من المفروض أن يبدي المواطنون روح التضامن بعضهم البعض.