جزائريون تتهدّدهم أمراض الديفتيريا والتيفوييد بسبب عدم إجراء التلقيح الاستدراكي

”لم أسمع عن تلقيح استدراكي في حياتي”، ”آخر مرة تلقيت لقاحا كان في الثانوية”، ”علاش نديرو الموت واحدة”، ”ماقالوهاش في التلفزيون…”، وغيرها من الإجابات التي أجمع من خلالها الأشخاص المستجوبون، أن اللقاح الاستدراكي غير موجود في أجندة الجزائريين، على الرغم من أهميته، لأنه حماية من أمراض لا عد ولا حصر لها. وتشمل اللقاحات الواجب استدراكها لفائدة البالغين، كلا من اللقاح المضاد للديفتيريا، التيتانوس، التيفوييد، التهاب الكبد الفيروسي، إلا أن رزنامة اللقاحات عادة ما تتوقف في سن العاشرة عند أغلب الجزائريين، بيد أن المتوجهين لأداء الخدمة الوطنية هم الفئة الوحيدة الذين يكونون محميين ضد هذه الأمراض، لأنهم يلقحون بشكل تلقائي.
التلقيح في الصغر يغني عن التلقيح في الكبر
وفي هذا الشأن، أكدت ”ن.ز” البالغة من العمر 26 سنة، أنها لم تتلق أي لقاح استدراكي في حياتها، لأنها بكل بساطة لا تعرف عنه شيئا وقالت:”نعرف غير ”الفاكسان ” تع ”البي سي جي”، حاجة أخرى ما نعرفهاش، بكري كنت نشوف في التلفزيون حاجات على الفاكسان، واللي يديرهم في الصغر ما يمرضش في الكبر”، وأردفت متسائلة:” علاش كاين فاكسان للكبار…؟”. أما الحاجة زبيدة البالغة من العمر 70 عاما، والتي كانت تعمل ممرضة بالمستشفى الجامعي نفيسة حمود، فقالت: ”تلقيت كل اللقاحات الاستدراكية ولم أفوّت أي واحد فيهم، والحمد لله أنا أنعم الآن بتاج الصحة، حتى أن ضغط الدم لم يعرف إلى جسمي طريقا، إلا أن أولادي يرفضون رفضا قاطعا إعادة التلــــقيح”.
الطبيب ما قاليش نعاود الفاكسان… !
من جهته، قال ”ي.م” البالغ من العمر 25 سنة، أن التلقيح الاستدراكي خاص بالأطفال الصغار، وأن الكبار ليسوا ملزمين بتلقي أي واحد، موضحا:”ما أعرفه هو أن اللقاح الاستدراكي ليس للكبار، كما أنني حائز على بكالوريا علمي ولم أسمع يوما عن لقاح لشخص كبير، فيما عدا اللقاح الخاص بالأنفلونزا الموسمية، ضف إلى ذلك، لم يطلب مني طبيبي المعالج إعادة اللقاحات الخاصة بي، ولن أعرف أكثر من أهل الاختصاص”.
الدكتور محمد إيزام، متخصص في الطب الداخلي: الكبار ملزمون بالتلقيح الاستدراكي لتفادي الإصابة بأمراض خطيرة
وعلى الصعيد ذاته، أكد الدكتور، محمد إيزام، متخصص في الطب الداخلي بالمستشفى الجامعي لمين دباغين، أن الكبار ملزمون بتلقي اللقاحات الاستدراكية، لتفادي الإصابة بتعقيدات صحية وأمراض خطيرة. وقال الدكتور في اتصال مع ”النهار”، أن التلقيح الاستدراكي ضروري في المراحل الابتدائية بالنسبة للأطفال، والذي يتم من خلال الحملات التي تقوم بها مصالح الصحة المدرسية، وأضاف الأخصائي أن الذكور البالغين لا يتلقون اللقاحات الاستدراكية إلا عند دخولهم لأداء الخدمة الوطنية. وفي سياق متصل، أوضح الدكتور، أن تلقي اللقاح الاستدراكي يوفّر للشخص حماية من الأمراض التي يمكن أن يكون عرضة لها، مستدلا باللقاح المضاد لالتهاب الكبد، الذي حتى في حال الإصابة به، فإن العلاج يكون فعالا جدا وهنا تكمن أهميته. من جهتها، اعتمدت منظمة الصحة العالمية مجموعة من التوجيهات، مفادها أن العاملين في القطاع الصحي، شبه الطبي، العاملين في الروضات، البياطرة، وعمال التنظيف، مغسلو الأموات، هم أكثر الأشخاص الذين يجب أن يتلقوا اللقاحات الاستدراكية، بحكم تعرضهم الكبير للأمراض في عملهم. وفي نفس الإطار، أكدت المنظمة أن اللقاحات الواجب تلقيها، تخص الديفتيريا كل عشر سنوات، التيتانوس، التيفوئيد كل ثلاث سنوات لعمال المخابر الطبية، التهاب الكبد من النوع ”ب”، قبل بلوغ سن 25 سنة، مع الاستدراك كل خمسة سنوات، والخضوع لمراقبة سيرولوجية.