إعــــلانات

جزائريون يستأجرون ذبّاحين بـ5 آلاف دينار للرأس

جزائريون يستأجرون  ذبّاحين  بـ5 آلاف دينار للرأس

عادات دخيلة تلغي السنة وتفسد نكهة العيد عند الجزائريين

الشيخ ڤاهر: ذبح الأضحية بأجر مخالف للعادات والسنة  

الشيخ نسيم بوعافية: العملية حرام إذا اقتطع الأجر من أحد أعضاء الأضحية

 يلجأ كثير من الجزائريين مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، إلى الجزارين لأخذ مواعيد مسبقة لذبح أضاحيهم، بحجة عدم إتقان عملية الذبح أو لكونهم لا يطيقون رؤية الدم وغيرها من الأعذار، التي أفقدت المناسبة قدسيتها، خاصة أن صاحب الأضحية أصبح يأخذها لحما، فلا يشارك في ذبحها ولا سلخها ولا حتى تقطيعها، حيث يشرف الجزار على كل هذه المراحل مقابل مبلغ مالي يصل في كثير من الأحيان إلى 5 آلاف دينار.وقد أصبحت المناسبة فرصة ينتهزها الجزارون وشباب آخرون، لإعداد قوائم بأسماء زبائنهم وتحديد أسعار هذه الخدمة التي تختلف حسب حالة ووضعية العائلة التي يذهب إليها الجزار، فلم يعد من هذا المنطلق التاجر والموال أو المضارب وحده من يستغل المناسبات، ولكن حتى هذه المناسبة تعد مصدر رزق لبعض الشباب.

قوائم مسبقة للزبائن.. والتالي ما يلحقش

قامت «النهار» بجولة استطلاعية قادتها إلى بعض أسواق العاصمة، للوقوف أكثر على ظاهرة المزايدة في أسعار الذبح ومدى انتشارها وسط الجزائريين، أين اضطرت «النهار» لانتحال صفة مواطن جزائري يبحث عن جزار يتكفل بذبح أضحيته وسلخها، وكان الأمر في البداية يبدو غريبا عنا، لأن المتعارف عليه على مستوى معظم الأحياء هو التعاون في عملية الذبح وليس عملا قائما بذاته يستغله البعض لتحصيل مزايا مادية.دخلنا في البداية إلى أحد الجزارين على مستوى السوق المركزي لبلدية الحراش للاستفسار عن إمكانية إشرافه على ذبح أضحيتنا، بحجة أنه ليس لدينا من يقوم بذلك، ومع تقدمنا شيئا فشيئا، رفض صاحب المحل الأول قبول عرضنا بحجة أنه لا يقوم بالعملية بنفسه وإنما يستعين هو الآخر بمتخصصين في المذبح.استمرت رحلتنا في البحث عن مدى انتشار هذه الظاهرة، وانتقلنا من محل لآخر، فأخبرنا أحدهم أنه يمكنه له تلبية طلبنا والحضور لذبح أضحيتنا، لكن ينبغي انتظار دورنا، لأن لديه زبائن كثرا مسجلين في القائمة، ويمكن أن تصل فترة انتظارنا إلى ما بعد الظهر، مشيرا إلى أنه ملتزم مع هؤلاء الزبائن، وقد سبقونا في أخذ موعد لذبح أضاحيهم.وبخصوص الأجر الذي يتلقاه مقابل هذه الخدمة، قال ذات المتحدث إنه يتلقى 2000 دينار عن عملية الذبح، ويمكن أن يتغير السعر بالنظر إلى حال العائلة، إذ يمكن أن يصل إلى 5000  دينار، فأخذنا رقم هاتفه للضرورة.

 5 آلاف دينار لذبح «الغنمي» ومليون لـ«البڤري»

بعد تأكدنا من انتشار الظاهرة،  قررنا تغيير وجهتها هذه المرة إلى بائع اللحوم البيضاء فألقينا عليه السلام، ومن ثم استفسرنا إن كان بإمكاننا إيجاد جزار في الجوار يمكنه أن يشرف على ذبح أضاحي العيد، فرد علينا شاب في مقتبل العمر بالنفي، قبل أن يخرج إلينا رجل في الثلاثينات ويسأل عن سبب وجودنا، فلما أعلمناه وجّهنا إلى المذبح البلدي للحراش.لم ترق لنا الفكرة وأقنعناه بأن التوجه إلى المذبح غير ممكن لأن القيمة الحقيقية تتمثل في ذبح الأضحية داخل البيت أمام أنظار أفراد العائلة، فأخبرنا بأنه يشرف هو الآخر على ذبح أضاحي كل من يقصده، ولديه قائمة طويلة للعديد من الزبائن، وبإمكانه أن يتنقل إلى البيت حيث نقيم، وعند استفسارنا عن سعر الخدمة التي يقوم بها قال إنه يشرف على العملية بـ5 آلاف دينار للأضحية الواحدة، ولكن يمكن تخفيض السعر إلى 2000 أو 1500 دينار حسب حالة الأسرة، وطلب منا العودة يوم الإثنين المقبل لتأكيد الموعد والحديث عن السعر، مشيرا إلى أنه في حال كانت الأضحية من الغنم فإن القيمة كما ذكر سابقا، لكن في حال كانت الأضحية من البقر فإن القيمة تختلف وتصل إلى 10 آلاف دينار.

 طوابير وقوائم بالعشرات في المذابح

توجهنا إلى المذبح البلدي للحراش فأرشدنا عمال التقينا بهم عند المدخل إلى الجزارين المتواجدين في الداخل، وتكلمنا مع أحدهم فأخبرنا أنه مستعد للحضور يوم العيد قبل الصلاة إلى المذبح من أجل حجز مكان للذبح، أما عن سعر الذبح فقد أخبرنا بأنه يتراوح بين 1000 و1500 دينار مع خدمة السلخ والتقطيع في اليوم الثاني. وأخبرنا الثاني أنه سيكون في المذبح يوم العيد بعد الصلاة ويمكنهم لأخذ موعد والتسجيل في قائمته، مشيرا إلى أن السعر الذي يقترحه بين 1000 دينار للذبح و3000 دينار للذبح والسلخ، في الوقت الذي قال إن هذه الأسعار بالنسبة للبقر تتراوح بين 5000 دينار لعملية الذبح و10 آلاف دينار لعميلتي الذبح والسلخ معا.

 الشيخ نسيم بوعافية: الذبح بالأجرة جائز في الدين على أن لا تكون الأجرة من الأضحية

 قال الشيخ نسيم بوعافية إمام مسجد عقبة بن نافع بولاية ميلة، إنه لا حرج في أن يستأجر رب العائلة أحدا لذبح أضحيته وسلخها، شريطة أن لا تكون الأجرة من الأضحية في حد ذاتها، كأن يأخذ الجلود أو عضو من أعضاء الأضحية، وقال الشيخ إنه يستحب شرعا أن يشرف صاحب الأضحية على ذبحها بنفسه اقتداء بسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام، كما أنه يجوز شرعا أن ينوب شخص أخر عن صاحب الأضحية بشرط أن يكون حاضرا أثناء الذبح، كما أنه يجوز أن يأخذ الجزار من صاحب الأضحية أجرا مقابل الذبح.وعن الشروط التي يجب أن تتوفر في المضحي فيجب أن يكون مسلما عاقلا وأن يعرف أحكام الذكاة الشرعية، وأن ينوي الأضحية أثناء الذبح على صاحبها وأهله بعد البسملة والتكبير، وأن يغسل الدم أو يطمره في المكان الذي ذبحت فيه الأضحية، كما يجب الابتعاد عن بعض البدع السيئة التي يعمل بها الكثير من الجزائريين، في مثل هذه الأعياد، كأن توضأ الأضحية الوضوء الأصغر أو يتم إسقاطها ثلاث مرات على الأرض قبل ذبحها.

قال إنه على صاحب الأضحية المشاركة في سلخها إذا لم يشرف على ذبحها

الشيخ محمد الشريف ڤاهر: الذبح بالأجرة مخالف للعادات والسنة

 استنكر الشيخ محمد الشريف قاهر في اتصال مع «النهار» عملية الذبح بالأجرة، لأن هذه الظاهرة ليست من العادات ولا من السنة في شيء، لذا دعا إلى الابتعاد عنها، كما أكد لنا أنه يجوز أن ينوب شخص آخر غير صاحب الأضحية في ذبحها، ودعا إلى ضرورة حضور صاحب الأضحية أثناء الذبح والمشاركة في السلخ، حيث لا يجب على الجزار تولي الذبح والسلخ وحده.

 

 

 

رابط دائم : https://nhar.tv/jtBvL
إعــــلانات
إعــــلانات