«حذار من المناورات السياسية التي تسبق رئاسيات 2019»

أمر الولّاة باليقظة ومواجهة ما يروَّج له.. الرئيس عبد العزيز بوتفليقة:
«البعض يختزل رهانات الحاضر والمستقبل في تغير وتعاقب الوجوه والأشخاص لحاجة في نفس يعقوب»
حذر رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، من «المناورات السياسوية» التي تظهر مع اقتراب كل «محطة حاسمة» من مسيرة الشعب الجزائري، في إشارة صريحة له إلى «التخلاط» الذي يسود المشهد السياسي قبيل الاستحقاقات الرئاسية المرتقبة شهر أفريل 2019.
وفي رسالة قرأها نيابة عنه، الأمين العام برئاسة الجمهورية، حبة العقبي، وجهها إلى المشاركين في ندوة الحكومة والولاة التي انطلقت أشغالها، أمس، بقصر الأمم في نادي الصنوبر، قال رئيس الجمهورية «من الطبيعي اليوم أن تستهدف الدوائر المتربصة والخلايا الكامنة استقرار البلاد وتتكالب عليها قصد تثبيط همتها والنيل من عزيمة أبنائها».
مضيفا أن «ما نلاحظه من مناورات سياسوية مع اقتراب كل محطة حاسمة من مسيرة الشعب الجزائري، ما هو إلا دليل واضح يفضح هذه النوايا المبيتة التي سرعان ما تختفي بعد أن يُخيب الشعب الأبي سعيها».
الرئيس بوتفليقة يأمر الولاة باليقظة ومواجهة ما يروج له من مناورات
دعا الرئيس بوتفليقة، بالمناسبة الولاة والمنتخبين إلى «التحلي باليقظة ومواصلة العمل من أجل تمكين الشعب من ممارسة سيادته ومواصلة مسيرته»، وتابع قائلا إن «البعض يختزل رهانات الحاضر والمستقبل في تغير وتعاقب الوجوه والأشخاص.
وهم يروجون لهذا التوجه لحاجة في نفس يعقوب، لكن أنتم من تعملون في الميدان وتغالبون التحديات الأمنية والاجتماعية والاقتصادية، يوميا، وأكثر الناس دراية بأن الرهان يتجاوز ذلك بكثير».
مشددا على أن المسألة «تتعلق بصون وحماية الإنجازات التي حققها الشعب خلال العقدين المنصرمين وحفظها وتثمينها خدمة له، والارتقاء إلى مستوى أعلى من العمل التنموي والسياسي».
«أطراف تغامر بالبلاد وتدفعها نحو المجهول»
وأكد رئيس الجمهورية أن «المغامرين، الذين يسوقون لثقافة النسيان والنكران والجحود، لا يمكن أن يكونوا أبدا سواعد بناء وتشييد، فهم يخفون وراء ظهورهم معاول الهدم التي يسعون لاستخدامها من أجل الزج بالبلاد نحو المجهول».
مبرزا أن «ما تحقق في بلادنا هو نتاج جهد جيل كامل من أبناء هذه الأمة من المخلصين، الذين قاموا ويقومون بواجبهم على أكمل وجه وأنتم في طليعتهم، جيل ضحى من أجل أن تخرج الجزائر من دوامة اللاأمن والتخلف وتعود من جديد إلى سكة التنمية والعصرنة».
«أمامنا الكثير من التحديات والعودة إلى الوراء مستحيلة»
وشدد على أن «ما تم القيام به لحد الآن ليس سوى مرحلة تليها مراحل من مسار طويل، فما زال أمامنا الكثير من التحديات، ولا يمكن بعدما تم من عمله أن نعود إلى الوراء ونأخذ بأطروحات مثبطة انهزامية لا غاية منها سوى تعطيل مسيرتنا».
وفي هذا الإطار، وعلى الصعيد الأمني، أوضح رئيس الدولة أن «المصالحة الوطنية والعيش معا بسلام هما اليوم عنوانين رئيسين لمقاربة استراتيجية دولية لمحاربة الراديكالية والتطرف في العالم، استراتيجية ولدت من رحم معاناة هذا الشعب الأبي الذي أعطى بالأمس درسا للعالم في التضحية والانعتاق، وصار اليوم بفضل تضحياته وتبصر أبنائه ورشدهم، مرجعا في إخماد الفتنة ورأب الفرقة، والقضاء على منطق الكراهية».