“حسبي الله ونعم الوكيل “

“حسبي الله ونعم الوكيل ”
هو من أعظم الأدعية فضلا ، وأعلاها مرتبة ، وأصدقها لهجة ،لأنه يتضمن حقيقة التوكل على الله عز وجل. ومَن صَدَق في لجوئه إلى ربه سبحانه حقق له الكفاية المطلقة ، الكفاية من شر الأعداء. والكفاية من هموم الدنيا ونكدها ، والكفاية في كل موقف يقول العبد فيه هذه الكلمة يكتب الله عز وجل له بسببها ما يريده. ويكتب له الكفاية من الحاجة إلى الناس ، فهي اعتراف بالفقر إلى الله ، وإعلان الاستغناء عما في أيدي الناس.
هو أيضا دليل على أن من توكل على الله حق التوكل ، وعده الله سبحانه أن يكفيه ما أهمه ، ويكون حسيبه وحفيظه. فلا يحتاج إلى شيء بعده ، وكفى بذلك فضلا وثوابا. فإن من كفاه الله سَعِدَ في الدنيا والآخرة بقدرة الله وعزته وحكمته ،
ويناسب هذا الدعاء كل موقف يصيب المسلم فيه هم أو فزع أو خوف ، وكذلك كل ظرف شدة أو كرب أو مصيبة. فيكون لسان حاله ومقاله الالتجاء إلى الله ، والاكتفاء بحمايته وجنابه العظيم عن الخلق أجمعين.
ونلاحظ مما سبق أن هذا الدعاء يمكن أن يقال في مواجهة المسلم الظالم . كما يمكن أن يلجأ إليه المهموم أو المكروب. أو الخائف بسبب تعدي أحد المسلمين .وأما الظالم الذي قيل في حقه هذا الدعاء فليس له إلا التوبة الصادقة. وطلب العفو ممن ظلمهم وانتهك حقوقهم.ورد المظالم إلى أهلها ؛ وإلا فإن الله عز وجل سيكون خصمه يوم القيامة. وغالبا ما يعجل له العقوبة في الدنيا ، فإن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب.