حكومة بداية التسعينات مسؤولة عن العشرية الحمراء

الوزير الأول يشدّد على تقديم خدمة نوعية للمواطن بغضّ النظر عن مقر إقامته

 قال الوزير الأول عبد المالك سلال، إن الحكومة نادمة على تساهلها مع المتلاعبين بالثوابت الوطنية وبمقومات هذه الثوابت، وهو التساهل الذي أدخل الجزائر في دوامة من الدماء والحقد والكراهية بين أفراد الشعب الواحد  .تطرّق سلال في حديثه أمام ممثلي المجتمع المدني لولاية عين تموشنت، إلى فترة العشرية الحمراء، حيث أكد استحالة نسيان المأساة التي عاشها الجزائريون طيلة عشرية كاملة والتي كادت تودي بالبلاد إلى الهاوية بسبب الطريقة التي تعاملت بها الحكومة وتساهلها مع المتلاعبين بالثوابت الوطنية، حيث قال، «خشيت أن ننسى بفعل ما ننعم به اليوم من طمأنينة، مدى خطورة الفُرقة والحقد بين أبناء الشعب الواحد، وكم كان الثمن غاليا حين تساهلنا مع كل من سوّلت له نفسه المساس بمقوماتنا الوطنية.وأكد سلال رغبته في الحفاظ على أمن الجزائر واستقرارها، مذكرا أن الجزائريين متساوين في عروبتهم وإسلامهم وأمازيغيتهم، وهي الرغبة التي يلح عليها حتى الرئيس بوتفليقة، كونها نتاجا لميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي كان له الفضل أيضا في تسطير برامج تنموية من أجل النهوض بالبلاد، حيث لم يفوت الوزير الأول الفرصة للتأكيد على أن أغلبية الطلبة المرشحين لاجتياز امتحانات البكالوريا القادمة لم يذوقوا مرارة العشرية السوداء بدموعها وآلامها، «مرشحو بكالوريا جوان 2014 لم يعرفوا سوى جزائر الأمن والاستقرار، الأمر الذي جعلني أحس بالسعادة والافتخار ببلادي التي عملت وفي وقت قياسي على استتباب الأمن عبر كافة ترابها وأعادت بناء مؤسساتها». وقال سلال، إن تحقيق نمو كلي في الجزائر سيكون مستحيلا في حال استحالة تحقيق نمو منسجم ومتجانس بين كافة الولايات وتمكين كافة الجزائريين والجزائريات من الاستفادة من نفس الخدمات الإدارية والتربوية والصحية، بغض النظر عن وضعيتهم الاجتماعية أو مقر تواجد مساكنهم، لأنه -حسب الوزير الأول– تقريب الإدارة من المواطن مكوّن هام من سياستنا لإصلاح الخدمة العمومية، «كلما تمكنا من فتح فروع وملحقات تسهّل على المواطنين الاستفادة من الخدمات، وضمنا لهم عامل توفر الوقت، فيعتبر ذلك بمثابة تحقيق لأهداف المجموعة الوطنية». ولم يتوان الوزير الأول في الاعتراف بتضحيات الشعب الجزائري إبان الثورة التحريرية وحتى في العشرية السوداء، وهي التضحيات التي قال إنها تزيد الحكومة يقينا بأن شعبها قادر على تحقيق نهضة تمكّن الجزائر من الرقي إلى مصاف الدول المتقدّمة.