إعــــلانات

رؤساء الأندية يكممون أفواه لاعبيهم سكوت إحنا بنتبهدل

رؤساء الأندية يكممون أفواه لاعبيهم   سكوت إحنا بنتبهدل

استوقفني أمس

، وأنا أتناول آخر أخبار اتحاد العاصمة ما أقدم عليه رئيس الاتحاد سعيد عليق في خطوة ليست الأولى من نوعها بالنسبة لرؤوساء الأندية للضغط على لاعبيهم، وهذا بمنعهم من الادلاء بأي تصريح إعلامي لمختلف وسائل الإعلام وأي مخالف لهذا الإجراء عليه تحمل مسؤولياته بخصم جزء معتبرمن مستحقاته المالية، وما حفزني أكثر على الغوص في هذا الموضوع بالاستدلال بآراء جميع الأطراف الفاعلة أن ذلك أتى مع الذكرى السنوية العالمية لحرية التعبير المصادفة لتاريخ 3 ماي من كل عام، حتى لا يفهم أن الأمر متعلق بفريق ما أو رئيس ما لأن الأمر ماهو إلا حلقة من حلقات سياسة تكميم الأفواه التي ابتكرها رؤساؤنا الموقرون على أمل أن يستعيد لاعبوهم نشوة اللعب والانتصارات.        

ويأتي ذلك على الرغم من أن هذا الإجراء أثبتت التجارب السابقة أنه غير مجدٍ بل بالعكس تماما من ذلك، فتجده في أغلب الأحيان يكون له انعكاسات سلبية ويزيد من تعميق جراح أي الفريق، وهذا يعتبر عند اغلب المتتبعين والملاحظين بالأمر المتوقع والمنتظر، على اعتبار أن الطبيعة الانسانية تتطلب أن تتوفرعلى هامش معين من حرية التعبير والإفصاح عن ما يختلج صدورهم، إلا أن رؤساء الأندية على ما يبدو يصرون على تحدي الطبيعة  إن صح القول   بذلك من خلال الاستمرار على نفس النهج، وهو ما يتضح جليا من خلال الواقع، على اعتبار تكرار نفس السيناريو في كل مناسبة مع مختلف الفرق، على غرارماكان عليه الأمر بالنسبة لفريق مولودية الجزائر قبل 4 أشهر من الآن أين كان الفريق يعاني من تراجع رهيب في النتائج، وعوض البحث عن الأسباب الحقيقية لذلك راح الرئيس الصادق عمروس وطاقمه الإداري يفرضون حصارا إعلاميا على رفقاء الحارس الدولي لتشكيلة” العميد” محمد بن حمو الذين حرموامن الإدلاء بأي تصريح للصحافة على مدار مدة زمنية معتبرة قبل أن يتم خرق هذا الاتفاق من قبل اللاعبين. ليتكرر نفس الأمر في  فريق نصر حسين داي أين أتت المبادرة من طرف المدرب نور بن زكري الذي توعد لاعبيه  بإجراءات عقابية في حال الحديث إلى الصحافة عوض أن يجد الحلول الناجعة لمواجهة ضغط الانصار الذين طالبوا برأسه، فراح يرمي الكرة في مرمى لاعبيه، والأمثلة عديدة في مختلف النوادي سواء العاصمية أو في شرق البلاد أو في غربه، لتبقى سياسة تكميم الأفواه السياسة المنتهجة من قبل رؤوساء الأندية بمختلف عقلياتهم، وسواء تعلق الأمر بالفرق التي تلعب على ورقة اللقب أو التي تلعب على البقاء.           

الرؤساء يتحدون الطبيعة والقانون ويطبقون سياسة “محقورتي يا جارتي”

وبالغوص في هذا الموضوع، نشير إلى أن ما يقدم عليه هؤلاء الرؤساء هو تهرب من المسؤولية و”حقرة” للاعبين على حد قول أحد لاعبي مولودية الجزائر الذي رفض الإفصاح عن هويته خوفا من تعرضه للعقوبة، أن رؤوساء الأندية عوض أن يتحملوا مسؤولياتهم ويواجهون ضغط الشارع  بمسؤولية يتشاطرون عليهم  على حد قوله- فإن مثل هاته الإجراءات العقابية لم تؤت أؤكلها بل بالعكس تماما من ذلك، زادت الأمور تعقيدات وزادت الطين بلة، على اعتبارأن أصل الإشكال ليس في كلام اللاعبين وتصاريحهم لمختلف وسائل الإعلام، وإنما أصل الإشكال في أسباب أخرى تبقى معلومة لدى العام والخاص. كما تجدرالإشارة  في ذات السياق- إلى مثل هاته الإجراءات قليل ما كانت تخرق من قبل اللاعبين الذين لا يستطيعون مجاراة هذا الواقع الغير قابل للتجسيد على أرض الواقع، على اعتبار أنه لا يمكن تحدي الطبيعة الانسانية التي تتطلب هامشا معتبرا من الحرية لا يمكن لرؤوساء الأندية أن يتحدوها حتى وإن هددوابخصم جميع المستحقات المالية العالقة، أين هو حق الرأي العام في الاطلاع على المعلومة، والجمهور الرياضي أكبر الخاسرين.

ويبقى السؤال المطروح والموجه لرؤوساء الأندية، هو أين هو حق حرية التعبير المكفول قانونا وطبيعيا لكل إنسان، فلماذا هاته الإجراءات التعسفية التي يعاقب عليها القانون إذا لم نكن مخطئين لعدم اطلاعنا جيدا بالقانون، إلى جانب نقطة أخرى تبقى مهمة وأساسية وهو أن القانون الجزائري يكفل للرأي العام الاطلاع على الواقع حق من حقوق المواطنة  إن صح الجزم   بذلك إلا أن رؤوساء الأندية يصرون على حرمان الجمهور الرياضي من متابعة آخر مستجدات فرقهم التي تبقى حقا مكفولا قانونا، فلماذا يصر هؤلاء الرؤساء الذين أضحوا بمثابة بلاء على الكرة المستديرة ببلادنا من خلال التقهقر الذي تعرفه الكرة الجزائرية في السنوات الأخيرة، فعوض تشخيص الداء الحقيقي الذي يحول دون تحقيق النتائج المرجوة يذهبون إلى مثل هاته الحلول الترقيعية التي اثبت الواقع أنها غير مجدية تماما، ويبقى الخاسر الأكبر إلى جانب اللاعبين والفريق، الجمهور الرياضي الذي يجابه مثل هاته العقليات المتحجرة التي أعادتنا إلى الوراء بسنوات عديدة  لايحدث إلا عندنا……..”رديتونا لعصر ما قبل اكتشاف النار”  

كما تجدر الإشارة إلى أن مثل هاته الإجراءات المبتكرة من قبل أشباه الرؤساء غير موجودة إلا ببلادنا في السنوات الأخيرة، حيث لم يسبق لنا وأن وقفنا على مثل هاته الإجراءات التعفسية لا في مغربنا العربي او وطننا العربي الشاسع دون أن نعرج على القارة الأوروبية حتى لا نستحي من ذلك، الذين يمنحوننا على مدار الاسبوع متعة كروية مجانية، على غرار ما وقفنا عليه خلال مباراة “الكلاسيكو” الاسباني أول أمس ما بين البارصا والريال، إجراءات أعادتنا صراحة إلى عهد ما قبل اكتشاف النار، ومع ذلك نتساءل ونتفاجأ عن الأسباب الرئيسية التي جعلتنا مسخرة العالم كرويا بعد أن كنا محل إعجاب العدو قبل الصديق .

رابط دائم : https://nhar.tv/3fBzs
إعــــلانات
إعــــلانات