رحيل الأب الروحي للمعارضة الجزائرية المجاهد وزعيم الأفافاس الدا الحسين

آيت أحمد أحد قادة الثورة الذين كرّسوا حياتهم للدفاع عن الجزائر من دون مقابل
انتقل إلى رحمة الله، أمس، الزعيم الروحي والرئيس الأسبق لحزب جبهة القوى الإشتراكية وأحد قادة حرب التحرير الوطني، حسين آيت أحمد، بمستشفى بلوزان السويسرية عن عمر يناهز 89 عاما إثر مرض عضال. وسارع كل زعماء الأحزاب السياسية على رأسهم الأمين العام للأفلان، عمار سعداني، إلى تقديم تعازيهم لعائلة الفقيد، مذكرين بخصال ومناقب الرجل وببطولاته إبان ثورة التحرير ومواقفه السياسية التي قلما يشهد لها مثيل في الفترة الحالية، حيث قال سعداني إن الجزائر لم تف «الدا الحسين» حقه وهو الذي أفنى شبابه وشيبته لأجلها سواء إبان الثورة التحريرية أو بعد الاستقلال حين دافع عن الديمقراطية، وكان من الأوائل الذين نادوا بمبادئها وظل متمسكا بذلك إلى أن وافته المنية أمس. ويعد حسين آيت أحمد الذي ولد في 26 أوت 1926 بعين الحمام بولاية تيزي وزو، من أبرز قادة الثورة التحريرية، الذين كرسوا حياتهم للدفاع عن الجزائر بدون مقابل، أين تربى في عائلة دينية، حفظ القرآن الكريم في سن الرابعة، وعندما بلغ السادسة تحول إلى المدرسة الفرنسية، ثم ثانوية تيزي وزو وبن عكنون بالعاصمة، حتى تحصل على شهادة البكالوريا . وكان أيت أحمد رفقة كل من أحمد بن بلة ومحمد خيضر ومحمد بوضياف، والكاتب مصطفى الأشرف على متن الطائرة المتوجهة من العاصمة المغربية الرباط إلى تونس، قبل أن يتم اختطافتهم من قبل السلطات الاستعمارية الفرنسية يوم 22 أكتوبر 1956، ورغم تواجده بالسجن، فإنه عيّن وزيرا للدولة في التشكيلات الثلاث للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، وأطلق سراحه مع زملائه بعد وقف إطلاق النار عام 1962.ودخل الرجل عالم السياسة قبل اندلاع حرب التحرير واستمر في نشاطه إلى غاية 2013، أين تنحى عن قيادة حزب جبهة القوى الاشتراكية الذي أسسه سنة 1963، حيث بدأ نشاطه السياسي مبكرا بانضمامه إلى صفوف حزب الشعب الجزائري منذ أن كان طالبا في التعليم الثانوي.