رسالة جمال صغير إلى مدير مجمع “النهار” أنيس رحماني

بقلم جمال صغير: أتمنى أن تعيد النظر في برنامج ”ما وراء الجدران”
بسم الله الرحمن الرحيم :
يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب “إن الله جعل مكارم الأخلاق ومحاسنها وصلا بيننا وبينه” والمؤسسة التي لا تجعل قاعدتها “الأخلاق” لن يكون بنائها على عمود الإنسانية، واليوم أتقدم بهذه الرسالة ليس تشكيكا بأخلاق الزملاء في “النهار”، بل بالعكس الشخص المحترف ممكن وهو يصعد إلى القمة لا ينظر أن يضع رجله في مكان لا يليق به، ليس تعمدا منه وإنما حبه للوصول، وهذا ما يجعل كاتب مثلي ينظر إلى الأمور بدقة .
سيدي الكريم :
أتمنى أن تعيد النظر قليلا في برنامج “ما وراء الجدران” هذا البرنامج الاجتماعي الرائع الذي كان يملك خط افتتاحي مميز، أضاع بوصلته في أخر عدد الذي كان يحمل عنوان “بائع الخمور” البرنامج كان جد ممتع، وكان يقدم القضايا الاجتماعية، ويساعد على حل المشاكل الإنسانية في العائلات بل الأكثر من هذا يوضح للناس أمورهم القانونية، ويعلمهم مصير دينهم كيف يكون، وأنا أتكلم عنه ليس نقدا أو كرها وإنما حبا، حتى لا ينحرف عن القيم الدينية والتقاليد الجزائرية.
قضية بائع لخمور انحرفت كثيرا على النقاش وطرحت ألفاظ فيه لا تليق بأول قناة إخبارية في الجزائر، صحيح تستطيع أن تقول وترد على رسالتي قائلا: “أليست هذه ألفاظ من واقعنا اليوم” هنا أوافقك القول لكن القناة التلفزيونية تملك رسالة إعلامية قيمة مقدسة هي الرابط القوي بينها وبين الشعب حتى تصل له الحقيقة، فكيف من نخبره بحقيقة الوضع والمواضيع الساخنة، نقدم له مشهد من الشارع إلى قناة تلفزيونية؟ مع أعقل وأجمل وأبدع منشطة الزميلة “عائشة” ومع الشيخ شمس الدين والخبير القانوني.
سيدي الكريم :
أتمنى أن تبتعد الحصة عن الجدال الذي بين أفراد القضية، مثل ما وقع من بائع الخمور وتلك السيدة وزوجته، لأن الجدال والصراخ يحمل في جعبته سوى الانحراف، مهما كان المجتمع يحمل قضايا، هناك بعض القضايا التي مرت على البرنامج رائعة، وصلت حتى لملايين المشاهدات، لكن نوقشت بطريقة احترافية، وثم السيطرة على أصحابها ولم تنحرف، وهذا ما أطلبه من حضرتك كمدير للمجمع “أولا” وأطلبه من طاقم البرنامج “ثانيا” أن تحافظوا على القيم الأخلاقية، والتقاليد المحافظة لشعبنا، بعدم نقل ما يحدث في الشارع إلى حصة تلفزيونية .
وفي النهاية سيدي الكريم، أتمنى أن تقبل رسالتي على محمل الجد، والنظر بعقلانية، والتحكم في ضيوف قليلا، حتى لا يكون هناك انحراف.كما أتمنى الحظ الموفق لكل الزملاء في قناة “النهار”.