زوبا مدرب المنتخب الوطني سابقا لـ “النهار”:عيـب كبير أن تتوج ليبيا التي لا تملك بطولة بأمم إفريقيا للمحليين بينما الفاف تركز على المنتخـب الأول فــقط

أكد عبد الحميد زوبا، مدرب المنتخب الوطني سابقا، أن تتويج المنتخب الليبي بكأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين مؤخرا، رغم أن البطولة الليبية لا تملك أي مستوى يذكر، في حين أن الجزائر لم تشارك وانسحبت من المنافسة، عليه أن يحرك مشاعر مسؤولي الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، الذين -حسبه– عليهم أن يشعروا بالغيرة على الألوان الوطنية وعدم الالتفات إلى المنتخب الأول فقط، على حساب المنتخب المحلي والفئات الشبانية التي تعتبر مستقبل الكرة الجزائرية. قائلا في تصريحه أمس لـ«النهار»: «عيب كبير عندما ترى المنتخب الليبي الذي لا يملك بطولة في المستوى يتوج بكأس أمم إفريقيا للمحليين، في حين دولة مثل الجزائر وبإمكانات مثل التي تملكها الاتحادية الجزائرية تنسحب ولا تشارك في هذه المنافسة، هذا الأمر لابد أن يحرك مشاعر المسؤولين عندنا ويشعرهم بالغيرة على الألوان الوطنية»، مضيفا: «لا مشكلة في دعم المنتخب الأول والوقوف خلفه من أجل رفع الراية الوطنية عاليا، لكن ليس على حساب اللاعب المحلي والفئات الشبانية التي ينبغي أن تكون هي نواة الخضر مستقبلا، ولكن للأسف الفاف تعتمد على لاعبين جاهزين مكونين في أوروبا متجاهلة التكوين عندنا.
الفاف أدارت ظهرها للكرة المحلية وتجري وراء لاعبين يساومون الألوان الوطنية
هذا وأوضح زوبا أن مسؤولي الاتحادية الجزائرية لكرة القدم تمادوا في تجاهلهم للمواهب الكروية الشابة في الجزائر، وحطوا من قيمة اللاعب المحلي الذي أصبح يلعب كرة القدم بهدف اللعب وكسب المال فقط، من دون الطموح للذهاب بعيدا وتمثيل الألوان الوطنية التي أصبحت حكرا على اللاعبين مزدوجي الجنسية، وإن كان محدثنا كشف أنه لا مانع في تركيز المسؤولين على المنتخب الأول إلا أنه رفض أن يكون ذلك على حساب التكوين في الجزائر، خاصة إذا ما استنجدت «الفاف» بلاعبين مكونين في أوروبا يساومون من أجل اللعب في صفوف «الخضر»، واستطرد في هذا الصدد قائلا: «عيب كبير ما يحدث في كرتنا، الاتحادية الجزائرية أدارت ظهرها للاعبين المحليين وجعلتهم يلعبون دون أي طموح أو هدف منشود، كالالتحاق بالمنتخب الوطني مثلا، وهذا بعد أن أصبحت الأماكن في التشكيلة الوطنية محجوزة للاعب مزدوج الجنسية، أرجو أن تفهموني، لا ضرر في أن نستنجد بلاعبين مكونين في أوروبا ويضحّون من أجل رفع مستوى الخضر، ولكن ليس الجري وراء لاعبين يساومون للالتحاق بصفوف المنتخب الوطني، أو أن يكون ذلك على حساب اللاعب المحلي الذي صار يلعب كرة القدم من أجل الكسب المادي فقط، إذ قتلت فيهم هذه السياسة روح المنافسة والطموح، وهذا لا ينبغي السكوت عنه.
أمراض عديدة تنخر جسد البطولة الوطنية ولا بديل عن العودة إلى سياسة التكوين للنهوض بالكرة الجزائرية
إلى ذلك، أكد لاعب جبهة التحرير الوطني سابقا، أن البطولة الوطنية لم تصل بعد إلى الاحتراف الحقيقي وهناك أشواط كبيرة يجب قطعها لبلوغه بمعناه الحقيقي، واستدل بذلك بكل ما يدور من اتهامات بين مختلف الأطراف حول قضايا الفساد والرشوة، مردفا: «بطولتنا تعاني من عديد السلبيات والأمراض، فعندما ترى ما يدور في محيط كرتنا من اتهامات متبادلة وقضايا فساد ورشوة، تتأكد أننا لم نصل بعد إلى الاحتراف الحقيقي الذي ينبغي أن نقضي أشواطا أخرى من أجل بلوغه وتطبيقه بمعناه الحقيقي»، كما عاد محدثنا إلى قضية التحكيم المثيرة للجدل والتي تصنع الحدث مؤخرا بعد الاحتجاجات الكبيرة لرؤساء ومدربي الأندية ضد الحكام وهيئة «لكارن»، مؤكدا أن هذا الأخير إنسان يعرف عمله جيدا، مشيرا إلى أن الحكم عليه أن يكون مسؤولا أو مديرا في شركته أو في أي مؤسسة يعمل بها وليس مجرد عامل بسيط يتلقى الأوامر من أرباب عمله في أيام الأسبوع، ليجد نفسه يوم المباراة هو صاحب القرار، وربط ذلك بنفسية الحكم وشخصيته، إذ ينبغي أن يكون قد تعود على اتخاذ القرار في حياته اليومية. وختم زوبا حديثه بالتنويه بضرورة العودة إلى سياسة التكوين، معتبرا إياه الحل الوحيد والمثالي لترفع الكرة الجزائرية رأسها من جديد، بعدما أصبح التأهل إلى المونديال مجرد شجرة تغطي غابة الإخفاقات والنكسات.