سيارات «بومليار» تتحوّل إلى أعلام وطنية متنقّلة

 اكتست العديد من السيارات الفخمة بمختلف الماركات حلة جديدة تحمل ألوان العلم الوطني، تحسّبا للمباراة الفاصلة التي ستجمع المنتخب الوطني ونظيره البوركينابي لحساب الدور التصفوي الأخير المؤهل لنهائيات كأس العالم، حيث أقدم أصحابها على طلاء سياراتهم الفخمة التي تفوق قيمتها الـ300 مليون سنتيم، بألوان العلم الوطنية وصور لاعبي المنتخب الوطني  .وشهدت ورشات تزيين السيارات إقبالا كبيرا من الشباب لتزيين سياراتهم، تعبيرا عن شغفهم الكبير بحب الوطن وحمل رايته في كل مناسبة، حيث تختلّف أسعار الطلاء من سيارة لأخرى ومن صورة لأخرى، فقد تصل إلى 20 ألف دينار بالنسبة للسيارات الفخمة على غرار سيارة «ڤولف» الجيل السابع وغيرها من السيارات الفخمة.وانتقلت حمى الفريق الوطني من تزيين السيارات العادية والمتوسطة بالألوان الوطنية إلى السيارات الفخمة وذات الأثمان الباهظة التي يعرف أصحابها بالترف، حيث تفنّن أصحاب هذه السيارات في تزيينها بالأعلام الوطنية والعبارات الممجدة لـ «الخضر»، يجوبون بها الشوارع الجزائرية. وغيّر مئات الجزائريين طلاء سياراتهم إلى الأحمر والأبيض والأخضر، أين تجد سيارات فخمة على غرار الماركات العالمية «فولكسفاڤن» و«بي آم» وغيرها ممن يصل سعرها إلى 500 مليون سنتيم مطلية بألوان العلم الوطني تحضيرا للمباراة. وفي جولة قامت بها «النهار» إلى إحدى الورشات التي تقوم بتزيين السيارات بالألوان الوطنية، وقفنا على مراحل تزيينها إحدى السيارات، حيث يقول «مجيد» صاحب ورشة للتزيين بالبليدة، أن تكلفة تزيين السيارة يختلف حسب الطريقة ونوع الغلاف المستعمل، حيث تتراوح تكلفة تزيين سيارة كاملة بغلاف من النوع العادي بين 9 و20 ألف دينار، فيما يكلف تزيين الأبواب فقط بين 4 وآلاف إلى 5 آلاف دينار، أما غطاء المحرك وسقف السيارة، فتصل تكلفته إلى 6 آلاف دينار.  ويقول محمد عامل في إحدى الورشات بالعاصمة، إنه عادة ما يستغرق تزيين سيارة كاملة ساعتين ونصف، فيما يستغرق تزيين أبواب السيارة أو السقف وغطاء المحرك حوالي ساعة واحدة، مؤكدا أنه استقبل عشرات السيارات هذا الأسبوع من مختلف الماركات، مبيناً أنه يعمل منذ فترة طويلة في تغليف السيارات، إلا أن المواعيد الكبيرة للمنتخب الوطني تشهد إقبالاً كبيراً من أصحاب السيارات على تزيين سياراتهم في مثل هذه الورشات، وترتكز طلباتهم على تزيين السيارة بالألوان الوطنية، وكتابة بعض عبارات ممجدة للجزائر والمنتخب الوطني، كما أكد أن الطلبات ازدادت مثلما كان عليه الحال في 2010، مشيرا إلى أن هذه المناسبة فتحت أبواب رزق للكثير من أصحاب ورشات التزيين، من خلال مشاركتهم الفرحة وتزيين السيارات وكذلك بعض الأفراد الذين لهم اهتمامات بالفن التشكيلي والتزيين، كما أوضح أن تزيين السيارة بهذه الطريقة لا يسبب أي مشكل لطلاء السيارة ويمكن إزالته بسهولة في الورشة باستعمال مادة معينة.وأشار عبدو صاحب وكالة إشهارية بالعاصمة تقوم بطباعة أوراق تزين السيارات أن الكثير من الورشات استعدت لهذه المناسبة منذ الإعلان عن الموعد الكروي حيث ازداد الطلب عليها وتم توفير ملصقات وشعارات المنتخب الوطني لتلبية طلبات الزبائن، موضحا أن الطلبات تختلف من زبون إلى آخر، فمنهم من يطلب تغليف سيارته كاملة بالعلم الوطني أو صور اللاعبين ومنهم من يطلب تغليف غطاء المحرك وسقف السيارة فقط أو الأبواب، فيما يقل الطلب على تزيين نوافذ السيارة، لكونه يسبب مشاكل لأصحابها  لأن القانون الجزائري يمنع ذلك.ومن جهته، قال الشاب كريم أحد الشباب الذين حرصوا على تزيين سياراتهم بالعلم الوطني، إنه اعتاد في مثل هذه المناسبات الوطنية على تزيين سيارته في كل موعد كروي للمنتخب الوطني والتجول بها في الشوارع العاصمة، للتعبير عن حبه للوطن، مؤكدا أن كل شيء يهون في سبيل الجزائر، مرددا عبارة «وان تو ثري فيفا لالجيري». من جهة أخرى، عرفت محلات كراء السيارات إقبالا كبيرا من طرف الشباب لاستئجار سيارات للإحتفال بها في حال تأهل المنتخب الوطني والتجول بها في شوارع العاصمة بعد فوز «الخضر» لصنع الأجواء التي عرفتها الجزائر في 2010، حيث أكد صاحب وكالة لكراء السيارات ببئر خادم أنه تزايد الإقبال على الاستئجار لأيام الإثنين، الثلاثاء والأربعاء، تحسبا للموعد الكروي الكبير، حيث وصل سعر كراء السيارة العادية 4  و5 آلاف دينار لليوم الواحد، بينما وصل سعر السيارات الفخمة إلى  7 و8 آلاف دينار.