شبكة إجرامية وطنية تستغل مجانين لسرقة سيارات المصلين

الشبكة أوقعت بـ 32 ضحية مقابل تسديد عمولة لأفرادها بـ 6 ملايين للمركبة الواحدة
كشفت عملية توقيف شابين ضبطا متلبسين بمحاولة سرقة سيارة على مستوى منطقة بوزريعة في العاصمة، عن آخر الأساليب التي تعتمدها إحدى الشبكات الوطنية المختصة في سرقة الشاحنات الصغيرة والسيارات، من خلال استغلالها لسفهاء ومجانين لتنفيذ عمليات السطو التي كانت جلها تستهدف سرقة مركبات المصلين قبيل صلاة الفجر على مستوى منطقة بوزريعة وبعض المناطق المجاورة لها، أغلبها شاحنات صغيرة من نوع «هاربين»، مقابل مبلغ 6 ملايين سنتيم للشخص الواحد، لتعيد بيعها بالشرق الجزائري على غرار ولاية سطيف بتدبير من زعميها المتواجد في حالة فرار بعد تزوير وثائقها، ليصل عدد الضحايا إلى 32 شخصا من بينهم فتاة. مجريات قضية الحال حسب المعلومات التي تحصلت عليها «النهار»، تعود لتاريخ إلى 10 ديسمبر 2016، حينما عثرت مصالح الأمن على أحد المشتبه فيهم داخل إحدى السيارات وهو يحاول سرقتها، فيما كان شريكيه يقوم بحراستها، ليتم توقيفهما واقتيادهما إلى مركز الأمن من أجل اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضدهما، وبعد تحريات معمقة تمكنت مصالح الأمن التابعة لدائرة بوزريعة من فك لغز جل عمليات السرقة التي تمت في المنطقة، والتي كانت تقف خلفها شبكة وطنية يقودها مبحوث عنه لدى العدالة ينحدر من ولاية سطيف صدر في حقه أمران بالقبض لتورطه في قضايا مماثلة، حيث أثبت التحريات المنجزة أن هذا الأخير يستعين بمجانين وسفهاء من أجل تنفيذ مخططه الإجرامي كي يبقى بعيدا عن الأنظار مقابل منحهم مبلغ 6 ملايين سنتيم للشخص الواحد عن كل مركبة مسروقة، مستغلا فقدانهم الأهلية العقلية وسذاجتهم لتحصيل المال بطرق ملتوية، حيث كان يرسلهم من أجل ترصد المصلين قبيل صلاة الفجر داخل المساجد بالعاصمة من أجل سرقة مفاتيح مركباتهم في غفلة منهم، سواء عند دخولهم بيت الوضوء أو خلال أدائهم صلاة الفجر، ليقوموا بعدها بتحويل المركبات إلى الطريق السيار شرق-غرب، أين يكون بقية أفراد الشبكة في انتظارهم من أجل تسلم المركبات أغلبها شاحنات صغيرة من نوع «هاربين»، التي تنقل إلى ولاية سطيف أين يتم تزوير وثائقها وتغير لوحات ترقيمها من أجل إعادة بيعها، ليصل عدد الضحايا إلى 32 شخصا، من بينهم فتاة، وأفادت ذات المصادر أن المتهمين تم تقديمهما أمام نيابة محكمة بئر مراد رايس بالعاصمة في اليوم الموالي من تاريخ توقيفهما، والتي قررت متابعتهما بموجب إجراءات المثول الفوري بعدما وجهت لهما تهمة السرقة بالتعدد، في الوقت الذي قررت المحكمة عرض المشتبه فيهما على خبير عقلي لفحص قدراتهما العقلية، خاصة وأن أحدهما يحوز على بطاقة تثبت أنه فاقد للأهلية العقلية، قبل أن تأمر بإيداعهما رهن الحبس المؤقت بالمؤسسة العقابية في الحراش، في انتظار ما ستسفر عنه جلسة محاكمتهما المقررة بتاريخ 25 ديسمبر الجاري .