إعــــلانات

شهادات طبيّة تحت الطلب مقابل 600 ‬دينار

شهادات طبيّة تحت الطلب مقابل 600 ‬دينار

‬بڤاط‮: ”‬شهادات المجاملة خرق صريح لأخلاقيات ممارسة مهنة الطب‮” ‬
موضة جديدة اقتحمت قطاع الصحة المريض في‮ ‬الجزائر،‮ ‬الذي‮ ‬بالإضافة من معاناته الكبيرة بسبب تدني‮ ‬مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمرضى سواء أكان في‮ ‬القطاع الخاص أو العام،‮ ‬زاده تلاعب أصحاب مهنة الطب النبيلة بصحة من‮ ‬يريد إكمال نصف دينه،‮ ‬أو تقديم ملف عمل،‮ ‬أو إيداع ملف إداري‮ ‬للحصول على وثائق ثبوتية،‮ ‬لغاية واحدة هي‮ ‬زيادة مكاسبهم المادية،‮ ‬مهما كانت الوسيلة‮.‬ولأن كل شيء له سوق رائجة في‮ ‬الجزائر،‮ ‬فإن سوق بيع الشهادات المرضية صار هو الآخر رائجا،‮ ‬له زبائنه وجيش من الأطباء العامين،‮ ‬المتخصصين،‮ ‬وحتى المحلّفين،‮ ‬القادرين على إصدار شهادات طبية بكل الأشكال والأصناف،‮ ‬إلا أنهم أقسموا أمام الله أن‮ ‬يخدموا مصلحتهم ويسعوا لزيادة مكاسبهم وإن كان على حساب المريض في‮ ‬حد ذاته،‮ ‬بما أنه هو من طلب الخدمة‮.‬
‬شهادة طبيّة مزوّرة كلفت زوجة الإصابة بالتهاب الكبد
وعلى ما‮ ‬يبدو،‮ ‬فإن ظاهرة شراء الشهادات الطبية،‮ ‬ألقت بظلالها‭ ‬بشكل كبير‭ ‬على المقبلين على الزواج،‮ ‬الذين‮ ‬يكونون ملزمين بتقديم شهادة طبية،‮ ‬تثبت سلامتهم الصحية،‮ ‬وخلوهم من أي‮ ‬مرض قد‮ ‬ينتقل إلى أحد الزوجين قبل عقد قرانهم،‮ ‬إلا أن‮ ‬غياب الضمير المهني‮ ‬لبعض الأطباء،‮ ‬ساهم بشكل‮ ‬غير مباشر في‮ ‬انتشار أمراض‮ ‬يتم الكشف عنها بناءً‮ ‬على تحاليل طبيّة،‮ ‬وهذا كان حال‮ ”‬م.ش‮” 23 ‬سنة،‮ ‬مهندسة من الجزائر العاصمة،‮ ‬اكتشفت بالصدفة أنها مصابة بالتهاب الكبد بعد 6 ‬أشهر من زواجها،‮ ‬إذ كانت تقوم بتحاليل معمقة بسبب مشكل في‮ ‬الإخصاب،‮ ‬ليتبين في‮ ‬نهاية المطاف أن زوجها من نقل العدوى إليها،‮ ‬كما أنها قبل الزواج لم تقم هي‮ ‬وزوجها بالتحاليل والكشوف الطبية اللازمة،‮ ‬واكتفوا بشراء الشهادة مباشرة من بئر خادم في‮ ‬عيادة خاصة،‮ ‬مقابل 400 ‬دينار فقط‮.‬
طبيب محلّف ببئر خادم‮ ‬يبيع الشهادات الطبية بـ 600 ‬دينار‮..!‬
والغريب في‮ ‬الظاهرة،‮ ‬هو أن عدوى بيع الشهادات الطبية انتقلت من الأطباء العامين والمتخصيين،‮ ‬وطالت المحلّفين منهم،‮ ‬الذين وحسب القوانين المعمول بها،‮ ‬هم ملزمون بموجب القسم الذي‮ ‬أدوه الالتزام بالعمل بكل نزاهة وشرف،‮ ‬التي‮ ‬للأسف‮ ‬غابت مع قوة المال‮.‬يقول‮ ”‬م.ب‮” 33 ‬سنة،‮ ‬أنه في‮ ‬بئر خادم،‮ ‬يوجد طبيب محلف،‮ ‬يتوجه إليه في‮ ‬كل مرة‮ ‬يكون في‮ ‬حاجة إلى تقديم شهادة طبية،‮ ‬سواء للعمل،‮ ‬أو رخصة السياقة،‮ ‬وحتى زواجه،‮ ‬وأوضح‮:”‬لا أملك الوقت للخضوع لتحاليل طبية،‮ ‬والخوض في‮ ‬استجوابات طويلة عريضة،‮ ‬أتحمل مسؤولية ماسيحدث لي،‮ ‬المهم هو أنني‮ ‬أقضي‮ ‬مصلحتي‮ ‬في‮ ‬أقل من 5 ‬دقائق،‮ ‬ووقتي‮ ‬أشتريه بـ 600 ‬دينار،‮ ‬فالطبيب لا‮ ‬يسألني‮ ‬أبدا عن سبب طلبي‮ ‬للشهادة،‮ ‬وكل واحدة قمت بشرائها حصلت عليها حسب طلبي‮”.‬
وفي‮ ‬السياق ذاته،‮ ‬تسببت الشهادات المرضية التي‮ ‬يقدمها هذا الطبيب المحلف،‮ ‬في‮ ‬عدم تمكن الأشخاص الذين طلبوا شهادات المجاملة،‮ ‬من الاستفادة من التعويض على مستوى مصالح الضمان الإجتماعي،‮ ‬حيث تم تصنيفه ضمن القائمة السوداء على مستواها،‮ ‬كونه ثبت في‮ ‬حقه تلاعبه أثناء تحرير الشهادات،‮ ‬حيث كان‮ ‬يتفنن في‮ ‬إصدار تشكيلة متنوعة من هذه الشهادات،‮ ‬فمقابل منح الموظف المتمارض إجازة لمدة 3 ‬أيام‮ ‬يدفع 600 ‬دينار،‮ ‬وهكذا تتنوع الشهادات ويزيد المبلغ‮ ‬أو‮ ‬يقل حسب نوع الشهادة المطلوبة وعدد أيامها،‮ ‬إلا أن الكشف الطبي‮ ‬الذي‮ ‬تقوم به هيئة الضمان الاجتماعي،‮ ‬كشف منح هذا الطبيب المحلف للشهادات حسب الطلب‮.‬
شهادة طبية تجيز لصاحبها القيادة ومن دون تشخيص
وفي‮ ‬هذا الشأن،‮ ‬كشف السيد‮ ”‬م‮. ‬ز‮” ‬أنه خلال زيارته لطبيب متخصص في‮ ‬جراحة وأمراض العيون لم‮ ‬يقم بتشخيصه أو الكشف عليه،‮ ‬بل قدم له الشهادة الطبية مباشرة بمجرد كشف المعني‮ ‬بالأمر عن سبب احتياجه للشهادة،‮ ‬والغريب في‮ ‬الأمر أن المعني‮ ”‬م‮. ‬ز‮” ‬لم‮ ‬يكلّف نفسه عناء إحضار الشهادة الطبية لملف رخصة القيادة،‮ ‬بل أن صاحب مدرسة السياقة هو من قام بإحضارها له من عند طبيب العيون من دون معاينة أو كشف.من جهته أكد المدعو‮ ”‬م‮. ‬ب‮” ‬أنه تحصل على شهادة طبية،‮ ‬من طبيب محلّف تثبت سلامته من كافة أمراض الصدر والرئة،‮ ‬دون أن‮ ‬يقوم الطبيب بمعاينته،‮ ‬واكتفى هذه الأخير بأخذ بطاقة التعريف الوطنية لأخذ المعلومات الشخصية والخاصة بالمعني‮ ‬ليستخرج له شهادة طبية،‮ ‬وكأنه‮ ‬يستخرج شهادة ميلاد أو وثيقة إدارية من البلدية‮.‬

رابط دائم : https://nhar.tv/7p1yA
إعــــلانات
إعــــلانات