شيخان يقتلان «كلونديستان» باستعمال «مارطو» ثم يقطعان جثته على طريقة «خاشقجي» في باش جراح!

فصلا رأسه عن جثته وقام أحدهما بدفنها في منزله
تحولت محاكمة شيخين متهمين في قضية قتل، صبيحة أمس، أمام محكمة الجنايات الابتدائية بالدار البيضاء، إلى إعادة رواية لمشاهد وتفاصيل مروعة للجريمة التي تورط فيها مسنان تجاوزا العقد السابع من العمر، وهما مسبوقان قضائيا جمعتهما قضبان السجن في وقت سابق.
وحسبما تم التطرق له في المحاكمة، فإن الضحية في هذه الجريمة سائق سيارة أجرة ينشط بطريقة غير قانونية «كلونديستان»، قام المتهمان باستدراجه إلى مستودع بمنزل أحدهما في باش جراح، ليقوما بقتله بطريقة مشابهة للجريمة التي تمت فيها تصفية الصحفي السعودي .
حسب تفاصيل ملف القضية، فإن المتهمين اللذين خططا للاستيلاء على مركبة الضحية، قاما بضربه بمطرقة ثم راحا يقومان بتقطيع جثته بمنشار بعد وضع كيس على رأسه لتفادي انتشار الدماء، ليقوما بعد ذلك برمي كل جزء من جسده في مواقع مختلفة، أما رأس الضحية فقد تم دفنه في مرآب منزل أحدهما.
ملابسات هذه الجريمة الشنعاء تعود إلى تاريخ 4 أفريل 2017، حين تلقت مصلحة العمليات بأمن ولاية الجزائر بلاغا حول اختفاء الضحية من قبل عائلته.
وذلك بعدما غادر المنزل لإيصال كنّته إلى مستشفى مصطفى باشا الجامعي من أجل إجراء فحوصات طبية، ليتصل بابنه ويخبره بأنه سيغادر المستشفى من أجل «كورسة» لإيصال أحد الزبائن ويعود، غير أنه اختفى من حينها ولم يعد، فيما ظل هاتفه النقال مغلقا.
وعليه باشرت مصالح الأمن تحرياتها، لتتلقى بعد أسبوع بلاغا آخر من قبل مواطنين من شاطئ «الصابلات» بشأن العثور على يد بشرية ملقاة بالمنتزه، ليتنقل أفراد الشرطة العلمية على جناح السرعة إلى عين المكان للتحقيق في الأمر، ليتبين من خلال الخبرة الطبية أن تلك اليد تخص «الكلونديستان» المفقود، ليتضح أن الأمر يتعلق بجريمة قتل.
بعد ذلك، قامت مصالح الشرطة بتوسيع تحقيقاتها حول القضية، وذلك بالعودة إلى آخر اتصال هاتفي أجراه الضحية، وبعد 5 أشهر من التحري المتواصل، تمكن محققو الشرطة من العثور على هاتف الضحية الذي تم تشغيله بشريحة هاتف جديدة، ليتم البحث عن صاحب الشريحة ويتم إلقاء القبض عليه.
ليعترف هذا الأخير خلال التحقيق بأنه عثر على جهاز الهاتف ملقى أمام مستودع والده، وأنه أخذه وقام باستعماله من دون دراية منه بشأن هوية صاحبه، ليتم التحقيق مع هذا الأخير انطلاقا من المكان الذي عثر به على الهاتف وتم البحث عن كيفية وصول الهاتف إلى ذلك المكان، ليتوصل المحققون إلى رأس الضحية الذي تبين أنه دفن بالمستودع.
وبعد ذلك، تم جر والد الشاب للتحقيق، ليعترف خلال سماع أقواله بحقيقة الجريمة التي اقترفها برفقة شيخ آخر، حيث أخبر المحققين عن المواقع التي تم فيها إلقاء الأجزاء السفلية لجسد الضحية على مستوى واد الحراش، حيث كشف أنه تم وضع بعضها في كيس معبإ بالحجارة، إلى جانب أداة الجريمة المتمثلة في منشار حتى لا تطفو للسطح.
كما كشفت التحريات الدقيقة التي قام بها محققو الشرطة حول ظروف الجريمة، أن الجانيين التقيا أول مرة في سجن بوسعادة، أين كان كل واحد منهما يقضي فترة عقوبته، وظلا على تواصل بعد إطلاق سراحهما لانتهاء العقوبة، ليتفقا على سرقة سيارة الضحية، باعتبار أن المتهم الثاني سمسار سيارات.
وبعد تحديد نوع المركبة التي كان يرغب فيها أحدهما تم استدراج الضحية وهو على متن مركبته على مستوى محطة الحراش، حيث طلبا منه نقلهما نحو مستودع بباش جراح، وهناك وجها له ضربة بمطرقة على الراس أردته جثة هامدة.
وأمام ما تقدم من معطيات، التمس النائب العام توقيع عقوبة المؤبد في حق المتهم الأول، و15 سنة سجنا نافذا للمتهم الثاني، لتنطق المحكمة بعد المداولة القانونية بتوقيع عقوبة المؤبد في حق المتهم الأول، و7 سنوات سجنا نافذا ضد الثاني.