عائلة الطفل «أحمد ياسين» تشيّع جنازة فقيدها بقرية مازر في بشار

بعد نتائج تحاليل ADN التي ظهرت إيجابية، شُيعت، أول أمس بعد صلاة العصر، في جو مهيب جنازة الطفل «أحمد ياسين درياح» بمسقط رأسه في قرية «مازر» التابعة لدائرة «إڤلي» 187 كلم عن مقر الولاية بشار، تحت هتافات مئات المشيعين الذين قدموا من كل صوب وحدب.
وقد وصلت قوافل السيارات من أقصى قصور وبلديات ولايتي بشار وأدرار، من الذين أبوا إلا أن يتحملوا مشقة وعناء التنقل، ليشاركوا عائلة الفقيد مراسم جنازة ابنهم، ومواساتهم في مصابهم الجلل، والتخفيف عنهم من هول الصدمة التي ألمت بهذه القرية المعزولة التي ظلت على غرار منطقة وادي الساورة ومنطقة الجنوب الغربي بصفة عامة في منأى عن ارتكاب مثل هذه الجرائم الشنعاء. ووسط تعزيزات أمنية لعناصر الدرك الوطني، وحضور كبير للسلطات الولائية والعسكرية، انطلق موكب الجنازة من منزل الفقيد العائلي باتجاه المقبرة الصغيرة بشرق القرية، حيث كان نعش الطفل «ياسين» ملفوفا بالعلم الوطني، محمولا على أكتاف أعوان الحماية المدنية، في موكب كبير للمشيعين وهم يرددون «لا إله إلا الله»ّ طيلة المسافة بين العائلة والمقبرة، أين أقيمت صلاة الجنازة في جو روحاني سادته السكينة والخشوع، والحزن الذي كان باديا على وجوه المشيعين من شباب وكهول وشيوخ وأطفال صغار في سن البراءة، وهم يدعون الله أن يتقبل الفقيد، وأن يرفع عن البلد مجازر الخطف والقتل والتنكيل بأجساد البراءة التي لازالت ترتكب في حقها أبشع الجرائم. الجموع المشاركة وبعد صلاة الجنازة، كانوا على موعد مع جلسة هيأ لها سكان قرية «مازر» الخيم التي غصت بجموع الوافدين الذين تهافتوا على أفراد عائلة الطفل «ياسين»، لتقديم واجب العزاء الذي استمرت مراسمه إلى ما بعد صلاة العشاء.
قاضي التحقيق يأمر بإيداع 6 متهمين من عائلة واحدة الحبس فيما لايزال المشعوذ في حالة فرار
بعد أكثر من خمسة أيام، ظلت التحقيقات طيلتها جارية على قدم وساق من قبل عناصر الدرك الوطني حول جريمة قتل الطفل «أحمد ياسين» بقرية مازر، وبعد الاستماع للموقوفين الستة، وبعد ثبوت جريمة القتل والخطف والتنكيل بالجثة، أمر قاضي التحقيق لدى محكمة بني عباس بإيداع ستة أشخاص من عائلة واحدة رهن الحبس المؤقت، حيث كان من بين الموقوفين أربع نساء من عائلة واحدة، ثلاثة منهن كن يقمن بقرية مازر والرابعة متزوجة كانت تقيم بـ«بني يخلف» إحدى قرى وادي الساورة، وقد تبين أن من بين الشخصين الآخرين الموقوفين زوج الأخت الثالثة وصهره الذي هو أخ البنات، في حين لا تزال الأبحاث جارية حول المشعوذ الذي لازال في حالة فرار، وقد أكدت مصادر «النهار» أنه يعتبر رأس حربة هذه الجريمة الشنعاء ورأس الخيط الذي سيفك الجزء المتبقي من لغزها، مضيفة أن أداة الجريمة تم العثور عليها من قبل عناصر الدرك الوطني بالوادي المحاذي لقرية «مازر». ونشير إلى أن جثة الطفل «ياسين» التي تم التنكيل بها وحرقها داخل فرن تقليدي، ثم خلطها بمادة الإسمنت والتخلص منها بإحد المساكن الذي كان لا يزال في طور الإنجاز داخل كيس، حيث أثبت اختفاء بعض أطرافها بأن الجناة ارتكبوا جريمتهم النكراء لغرض السحر والشعوذة التي لازالت تستحوذ على عقول العديد من ضعفاء النفوس، الذين أصبحوا يقدمون مبالغ مالية مغرية للحصول على ما بات يعرف بأيادي الأطفال وبعض الأطراف من أجسادهم، الأمر الذي أصبح يدفعهم إلى ارتكاب جرائمهم بأبشع الطرق.
«النهار» تعود لتفاصيل جريمة اختطاف وقتل الطفل «ياسين»
الجريمة تفاصيلها بدأت بعد مرور يومين على اختفاء الطفل «أحمد ياسين» 6 سنوات بقرية «مازر» التابعة لدائرة إڤلي 160 كلم عن مقر الولاية بشار، أين تم العثور على جثته بإحدى المساكن في طور الإنجاز من قبل أحد البنائين، حيث تفاجأ هذا الأخير بتواجد الكيس الذي كان يحتوي على جمجمة الطفل مفحمة، في حين كان الجزء العلوي للجثة مفصولا عن جزئها السفلي وكانت أشلاء الجثة مختلطة بمادة الإسمنت ومبتورة اليدين، وأكدت المعلومات الأمنية بأن الأبحاث لا تزال جارية للوصول إلى مرتكب هذه الجريمة الشنعاء التي رجحت عملية التنكيل بالجثة فرضية ارتكاب الجريمة لأغراض الشعوذة.