إعــــلانات

عبد النور أبدع في الفن التشكيلي رغم الإعاقة

عبد النور أبدع في الفن التشكيلي رغم الإعاقة

 لم يكن الشاب عبد النور بودربالة الذي أصيب  بإعاقة لازمته منذ ولادته يعلم ولا يتصور أنه سيتحدى ذات يوم إعاقته الحركية باقتحامه عالم الفن التشكيلي المعاصر والبروز فيه.و قد أصيب عبد النور بإعاقة الشلل الدماغي نتيجة تهاون من السلك الطبي وشبه الطبي في التكفل به إلا أن هذا الشاب الذي لم يعش طفولة على غرار أترابه تحدى إعاقته وأثبت وجوده بفضل الإرادة والعزيمة اللتان أهلتاه من إقتحامه عالم الفن التشكيلي. شأت الاقدار أن تعيش عائلة عبد النور مأساة فقدانها للوالد في سنة 1988 وإصابة أحد الإخوة بصدمة دماغ بعد تعرضه إلى حادث مرور كاد أن يودي بحياته مما جعل الوالدة تتخلى نوعا ما عن عبد النور من أجل التكفل بأخيه الذي كان بين الحياة والموت. تعرض شقيقه لحادث المرور كان بمثابة الصدمة التي فجرت الموهبة الدفينة لدى عبد النور التي ربما كانت لم تبرز ذات يوم لولا المأساة التي عاشتها العائلة. فعبد النور الذي لا يفارق كرسيه المتحرك ويجد صعوبة كبيرة في النطق بجملة كاملة والإفصاح عن ما يدور بمخيلته وحتى القيام بأبسط الحركات دق باب الفن التشكيلي من خلال تحكم يده اليسرى -التي تكاد أن تكون مشلولة تاما- بيده اليمنى التي يصعب التحكم فيها هي الأخرى وراح يعبر عن نفسه بلوحات فاجأ بها محيطه العائلي. وباقتحامه لعالم الفن التشكيلي الذي يبدع فيه عادة أشخاص يتمتعون بصحة جيدة أثبت عبد النور وجوده من خلال عدة لوحات تجسد الطبيعة تارة وأشباحا لايفسرها إلا هو تارة أخرى إضافة إلى العين (البصر) التي ظهرت في معظم أعماله. تعثر لسانه عن الكلام واستعماله للكرسي المتحرك للانتقال من مكان لآخر لم يمنع عبد النور من الشرح للزائر ما تعبر عليه كل لوحة زيتية ودوافع رسمها  حيث يشرح ذلك بالاستعانة بوالدته وزوجته اللتان تفهمان كل ما يدور في مخيلته.وتروي كل لوحة من لوحات عبد النور واقعة نتيجة تذمهره من المحيط الذي غالبا ما ينظر إليه نظرة نقص كما جسدت إحدى لوحاته الوالد الذي فقده عبد النور في طفولته. وظل عبد النور يبحث عن النجاح الذي وجده عبر الريشة وبفضل عزيمته الحديدية حيث عرض أعماله الفنية لأول مرة سنة 2006 برواق دار الكنز بمناسبة صالون الخريف السادس ومنذ تلك الفترة لم يغب عن المناسبات الثقافية والفنية كلما أتيحت له الفرصة. و تحصل الفنان عبد النور على عدة جوائز داخل وخارج الوطن وتبقى أمنيتة الغالية هي الاستفادة من عملية زرع المخ حتى يعيش حياة عادية مثل بني سنه.

رابط دائم : https://nhar.tv/AdIXz