عصابة مسلحة ترتدي الزي الأفغاني يقودها «بن لادن» و«صدام» في أم البواقي

العصابة كانت تستعمل أسلحة نارية ومقسمة إلى أفواج أحدهما يراقب تحركات الدرك
تمكنت عناصر كتيبة الدرك الوطني بعين البيضاء في ولاية أم البواقي مدعمين بالقيادة الجهوية للدرك الوطني بقسنطينة، بحر هذا الأسبوع، من تفكيك أكبر شبكة مختصة في سرقة المواشي وترهيب المواطنين القاطنين بالمناطق الريفية المعزولة في أربعة ولايات وهي خنشلة وباتنة وأم البواقي وتبسة، متكونة من حوالي 20 شخصا جلهم من ولايات خنشلة وتبسة وأم البواقي، تتراوح أعمارهم بين 56 و34 سنة يقودهم كل من «خ.س» المدعو بن لادن المنحدر من بلدية المحمل في ولاية خنشلة و«ح.ع» المدعو صدام المنحدر من ولاية تبسة، والخطير في القضية أن عناصر العصابة ينتحلون صفة جماعة إرهابية بغية ترهيب ضحاياهم وبث في نفوسهم الخوف والرعب لسرقة ممتلكاتهم وأرزاقهم تحت طائلة التهديد بالأسلحة النارية والبيضاء، وقد راح ضحية هذه الشبكة المنظمة عشرات المواطنين العزل الذين استسلموا لهؤلاء اللصوص الذين كانوا ملتحين ويرتدون الزي الأفغاني . تفكيك الشبكة المنظمة والمقسمة إلى أربعة أفواج، يختص الفوج الأول بجمع المعلومات والمراقبة والثاني بالاقتحام والثالث بالسرقة والنقل والرابع ببيع المسروقات في أقل من 24 ساعة، جاء عقب القبض على المتهم الأول المدعو البيضاوي القاطن بعين البيضاء، وعند التحقيق معه حول سرقة 30 رأسا من الماشية خلال شهر رمضان الماضي، أراد هذا المتهم تخليص رأسه من السرقة كما يقال، ليكشف عن هوية عناصر هذه الشبكة التي يقودها الملتحي بن لادن وذراعه الأيمن صدام اللذان يخططان لكل شيء ولا يتركان أي شي للصدفة، وأمام أهمية المعلومات المتحصل عليها من هذا المتهم باشرت عناصر كتيبة الدرك الوطني تحقيقاتها وتدبيرها للإيقاع بجميع أفراد هذه شبكة والقبض عليهم متلبسين بالسرقة، من خلال استدراجهم إلى الطعم والفخ الذي نصب لهم، حيث سخرت القيادة للدرك الوطني كل الإمكانيات المادية والبشرية للقبض على عناصر هذه الشبكة تحت أي ظرف كان، ليتم لهم ذلك من خلال القبض عليهم وهم بصدد سرقة 59 شاة ببلدية واد نيني، وعند التحقيق مع الموقوفين كشفوا عن حقائق مثيرة من بينها تنفيذ العمليات على أساس أنهم إرهابيون، خصوصا وأنهم كانوا ملتحين ويرتدون الزي الأفغاني ومسلحين بجميع الأسلحة، حيث يقومون بالاستيلاء على ذهب النسوة والأموال عن طريق الترهيب وتكبيل الضحايا بواسطة الأسلاك المعدنية، كما قاموا بسرقة حوالي 600 رأس من الماشية على مستوى الولايات الأربعة المذكورة آنفا، على امتداد عام واحد، كما استولوا على بندقيتي صيد. وعن كيفية القيام بعملية السرقة، كشف التحقيق أن أفراد العصابة مقسومون إلى أربعة أفواج كل واحد يقوم بدوره وبدقة متناهية، وهذا بجمع المعلومات حول الضحية المقصود سرقته، حيث يستعملون جلود الضباع لتنفير وهروب كلاب الحراسة من رائحته، وهذا للتخلص منها حتى يتسنى لهم القيام بعملية السرقة بكل سهولة، لتنقل المسروقات على متن شاحنة ملك لرئيس العصابة بن لادن، فيما يقوم إخوان ينحدران من بلدية الضلعة بعملية البيع والشراء عبر الأسواق البعيدة من المنطقة المسروقة وبأسعار جد مغرية للتخلص من المسروقات في أقل من 24 ساعة، ليتم عقب ذلك أخذ عائدات المسروقات إلى رئيس العصابة الذي يقوم بمنح 5 ملايين لكل عضو في الشبكة، فيما يأخذ هو وذراعه الأيمن صدام باقي الأموال، كما كشفت التحقيقات أن العصابة تضع مراقبا أمام مقر فرقة الدرك الوطني يترقب تحركات عناصر الدرك الوطني عندما يكون شركاؤه يقومون بعملية السرقة حتى لا يباغتون ويقبض عليهم، والأدهى والأمر من كل هذا، فقد كشف التحقيق وحنكة الدركيين في عملية البحث والتحري، أن المتهم صدام له اتصالات مع جماعات إجرامية ليقوم بتجنيد الشباب للالتحاق بهذه المجموعات التي تحترف الإجرام والجريمة المنظمة الغاية منها سلب وابتزاز وترهيب المواطنين. المتهمون الموقفون سيقدمون أمام الجهات القضائية المختصة لاحقا عن تهمة تكوين جمعية أشرار والسرقة الموصوفة تحت ظرفي اليل والتهديد وبث الرعب في وسط المواطنين، بعد أن تأسس أكثر من 20 ضحية تعرفوا على جلاديهم الذين كانوا يسرقون ويعتدون دون وضع الألثمة على وجوههم.