عفة وفقر

جاء رجل إلى النّبي صلّى الله عليه وسلّم ذات يوم وأعطاه لحماً ناضجاً وقال له يا رسول الله خذ هذا لأحد فقراء المسلمين، وكان الفقراء الذين مع الّنبي صلّى الله عليه وسلّم قد انتهوا من العشاء، فسألهم الّنبي صلّى الله عليه وسلّم وقال لهم: هل أحدكم بحاجة إلى الّلحم ؟ فقالوا له لا يا رسول الله لقد انتهينا من الطّعام فقال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم لأبي هريرة رضي الله عنه، خذ هذا الّلحم وأعطه لأمّ اليتامى (وهي امرأة توفي زوجها وترك لها يتامى فقراء) وذهب أبو هريرة رضي الله عنه إلى دار اليتامى ليُعطيها الّلحم وطرق الباب فقالت له من أنت؟ قال أبو هريرة، فقالت: خيراً يا أبا هريرة؟ قال لها: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعث إليك ولأولادك بهذا الطعام، فقالت له بلّغ رسول الله السّلام وقل له جزاك الله عنّا خيراً، فإنّ أولادي قد أكلوا وناموا، فقال لها أبو هريرة رضي الله عنه: خذي هذا الطعام حتى يقوم أولادك غداً، فردّت عليه قائلةً: سل رسول الله وقل له أيضمن حياة أولادي إلى غد يا أبا هريرة؟ خذ هذا الطّعام وادفعه إلى من هو أفقر منا.