عقوبة الظلم

 قال المولى عز وجل في الحديث القدسي “يا عبادي إني حرَّمتُ الظلم على نفسي وجعلته محرماً بينكم فلا تظالموا” يستفاد من هذا الحديت القدسي، أن الله حرّم الظّلم على نفسه و جعله بين العباد محرماً ، و الظّلم هو ظلمات يوم القيامة ،  وذلك لعواقبه الوخيمة في الدنيا والأخرة بعتباره من أشدّ الأعمال ذنباً عند الله، وصور الظلم عديدة ومتنوعة وهي  ظلم الإنسان لربه، وذلك بكفره بالله تعالى، قال تعالى وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [البقرة:254]. ويكون  كذلك بالشرك في عبادته وذلك بصرف بعض عبادته لغيره سبحانه وتعالى، قال عز وجل: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) [لقمان:13]. ثانيا ظلم الإنسان لنفسه، وذلك باتباع الشهوات وإهمال الواجبات، وتلويث نفسه بالذنوب والجرائم و السيئات ، ويكون ذلك بمعصية الله ورسوله.لقوله تعالى : ( وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) [النحل:33].ثالثا  ظلم الإنسان لغيره من عباد الله ومخلوقاته، ويتجسد ذلك  بأكل أموال الناس بالباطل، وظلمهم بالضرب والشتم والتعدي والاستطالة على الضعفاء، واستقدار القوي على الضعيف  والظلم يقع غالباً بالضعيف الذي لا يقدر على الانتصار. وكما هو معروف أن دعوة المظلوم مستجابة  حيث جاء في وصيَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه ، حين بعثه إلى اليمن ، قال” وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ”رواه الشيخان ، وأصحاب السنن ، وأحمد. كما وروى ابن حبان في صحيحه “عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال” دعوة المظلوم تحمل على الغمام ، وتفتح لها أبواب السماوات ، ويقول الرب تبارك وتعالى : وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين ” أخرجه الطبراني في الكبير، عن خزيمة بن ثابت. فعلى كل ظالم أن لاييئس من روح الله طالما باب التوبة مفتوح فإن الله تعالى يبسط يده باليل ليتوب مسئ النهار ويبسط يده في النهار ليتوب مسئ اليل حتى تطلع الشمس من مغربها. ولكن للتوبة شروط لابد منها   : الإقلاع عن الذنب ،الندم على ما فات كلما ذكر الذنب، وعدم التفاخر بالذنب بعد التوبة، العزم على أن لا يعود اي اعلان التوبة، إرجاع الحقوق إلى أهلها.وعليه نختم كلامنا بهذا البيت الشعري الذي نأمل أن يزعزع شعور أي ظالم لكي يتخلى عن ظلمه وجوره وطغيانه نسأل الله العافية.

 لا تظلمنَّ إذا ما كنتَ مقتدراً… فالظلمُ يرجع عقباه إلى النَّدّمِ  

تنامُ عينُك والمظلومُ منتبهٌ… يدعو عليكَ وعين الله لم تَنَمِ