إعــــلانات

عندما يصير المجتمع من دون عنوان

عندما يصير المجتمع من دون عنوان

إن المجتمع الذي تغرس فيه ثقافة الهروب الى الأمام وفي كل المجالات، فإنه يتبنى أفكارا مزدوجة ويخلط بين الصالح والطالح، الحق والباطل، المعروف والمنكر ،فهذا الأخير يسير من دون عنوان، لذا تجده في حاجة ماسة للترويض الفكري، إن سعادة الناس لا تكمن في الماديات كما يعتقد البعض، فالمجتمع يعرف انزلاقات خطيرة لأنه أهمل الموروث الثقافي الإسلامي بفضل أعمال تسيئ لأفراده وتجلب لهم المتاعب، والكل يعي أنه لا حيلة مع الله الذي يرانا وهو أقرب إلينا من حبل الوريد، فلا داعي للنفاق الذي أصبح يضرب أطناب العلاقات الأسرية، رغم دروس الموعظة بالمساجد والمجالس العلمية والنصح من الخيريين، إلا أن التفاعل ضعيف وبنسبة كبيرة.

إذا لم يحرص المرء على علاج هذه الأمراض النفسية، فلا شك أنها تسوق وتورث لأبنائه وسائر الفئات. 

المجتمع الذي تكثر فيه الاعتداءات على خلق الله وفي وضح النهار ومن دون حسيب ولا رقيب، يتخالف معظم أفراده إلى درجة بات فعل الخيرات فيه ننتظره بشغف وسط أفكار غربية ومن أبناء جلدتنا، فالمنكر لا يأتيك من أياد خارجية فقط، بل من أخرى داخلية يتستر عليها الكثيرون من دون وازع ديني ولا أخلاقي، وكأننا نعيش وسط غابة لديها القابلية، لكل شيء إلا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

 لا ننتظر الإصلاح من الأجانب ولا من أهل الفتوى من خارج الديار، ففتوانا بيننا ومع أهل العلم من أبناء الجزائر ونحاول قدر المستطاع إعطاء عنوان مشرف لخير أمة أخرجت للناس، أكثر ما يميزها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا يأتي ذلك إلا بالمسارعة إلى معالجة أمراضنا النفسية وتجديد العهد مع الله والحرص أن يثبت الله قلوبنا على طاعته ومحبته، وأن الدنيا مهما طالت سنغادرها بأعمال حسنة تنجينا من أهوال يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، نسأل الله أن يكون إسلامنا ثابتا في تصرفاتنا التي تخدم ديننا ووطنا وسائر بلاد المسلمين.

@ امحمدي بوزينة 

رابط دائم : https://nhar.tv/auBLh