فرحات عباس عرض تسليم نفسه لفرنسا مقابل إطـــلاق سراح القـادة الخمســـة

العرض تضمّن وقف الإضراب في سجون فرنسا وإتمام المقايضة بوساطة مغربية

 طالب رئيس عضو مجلس الثورة فرحات عباس، سنة 1961، السّلطات الفرنسية، إطلاق سراح القادة الخمسة المسجونين، مُقابل تسليم نفسه لضمان مشاركتهم في مفاوضات إيفيان التي انطلقت في التاسع نوفمبر من نفس السّنة.   وحسب البرقية التي وجّهها رئيس أول حكومة جزائرية وعُضو مجلس الثورة فرحات عباس، مؤرخة في 20 نوفمبر من سنة 1961، للحكومة المؤقتة، فإن فرحات عباس تحدّث عن ضرورة وقف الإضراب الذي دعت إليه الفيدرالية في الفاتح نوفمبر من ذات السنة، واستمرّ 20 يوما، شارك فيه أكثر من 15 ألف جزائري في السّجون الفرنسية.واقترح عباس فرحات عبر البرقية التي تحصّلت «النهار» على نسخة منها، على الحكومة المؤقتة، أن يسلم نفسه للسّلطات الفرنسيّة مُقابل إطلاق سراح القادة الخمسة، محمد بوضياف، أحمد بن بلة، محمد خيضر، حسين آيت أحمد، ومصطفى لشرف، الذين كانوا في سجون فرنسا، من أجل وقف الإضراب من جهة، ومشاركتهم في المفاوضات التي كانت قد انطلقت في 9 نوفمبر من سنة 1961، بين الحكومة المؤقتة والسّلطات الفرنسية لتحرير الجزائر من جهة آخرى . وأعطى عباس خلال البرقية المُقتضبة بعض التفاصيل عن كيفية التسليم الذي قال، إنه لابدّ أن يتمّ بوساطة السّلطات المغربية حينها، لتسهيل العملية، مُضيفا إنّ هذا الطّلب سيُمكّن بوضياف ورُفقاءه من الحصول على الحرية التي تمكنهم من المشاركة في المفاوضات مع السلطات الفرنسية والمساهمة في الاقتراحات المقدّمة لمستقبل البلدين. وحسب المجاهد، وعضو فيدرالية فرنسا ومسؤول منطقة كليشي محمد غفير في حديثه إلى «النهار»، فإنّ الحكومة المؤقتة حوّلت الطلب إلى السلطات الفرنسية عبر وساطة الملك المغربي، غير أن الجنرال ديغول لم يُوافق على المقترح، لكنه قرّر السماح للقادة الثوريين أعضاء الحكومة المؤقتة، من زيارة القادة الخمسة في السجن، وعرض تفاصيل المفاوضات الجارية.وأفاد المتحدث، على هامش الندوة التي نظمتها جريدة المجاهد لتكريم المجاهد فرحات عباس، أنّ هذه الخطوة مكّنت الكثير من أعضاء الحكومة المؤقتة من زيارة القادة الخمسة، على غرار كريم بلقاسم ومحمد الصديق بن يحيى وبن طوبال. ومن جهة ثانية، نشّط مجاهدون ومختصون في التاريخ، الندوة التي أجمعوا فيها على أنّ شخصية فرحات عباس ظلمها التاريخ وحاول البعض تهميشها.