إعــــلانات

في انتظار نتائج أهمّ اختبار “البكالوريا”

في انتظار نتائج أهمّ اختبار “البكالوريا”

 بعد طول انتظار، واجتياز امتحان عصيب مهيب، ها هي الأنفاس قد حُبست، والجُموع قد احُتشدت أمام قاعات الأنترنت، ليست بالتي أعرفها أنا وأنت فحسب، بل تلك التي تناثرت وانتشرت على طول البلاد وعرضها كافة، وها هم الطلبة وذووهم وأصدقاؤهم، وأولياؤهم وأقرباؤهم، من كل حدب نسلوا، ومن كل صوب نزلوا ومن كل مكان وصلوا، الوجوه شاحبة، وليل كموج البحر أرخى سدوله علي بأنواع الهموم ليبتلي. و كأن النابغة معنا إذ يقول:

وليل أقاسيه بطيء الكواكب.. تطاول حتى قلت ليس بمنقض.. وليس الذي يرعى النجوم بآيب

سمرنا في ليلة أديمها ذو لونين، وقمرها كتعويذ من لجين، فاستهوانا السمر، إلى أن غرب القمر، وغلب السهر، فما هو إلا أن روق الليل البهيم، ولم يبق إلا التهويم، إنه منتصف الليل، لقد طال أمد الانتظار وكاد جرف الليل ينهار، سمعنا من باب القاعة نبأة مستنبح، ثم تلتها هتفة مستفتح: خرجت.. خرجت. كان الجميع يعلم القاصي والداني يعلم أنها نتائج الامتحان، وأي امتحان؟، إنه أكبر وأعظم وأصعب وأفخم امتحان في مشوار الطالب الجزائري المسكين.. مسكين لماذا؟، لأنه لا يدري ما ينتظره بعد حصوله على الشهادة، من بعد الشقة وطول المشقة؟، ناهيك عما ينتظره بعد التخرج ولكن الكل يردد: المهمالباك، المهم الباكالبكالوريا، فما إن يتوج الطالب بها إلا ويَرَى أو يُرَى امتلاء كيسه، وانجلاء بؤسه، بعدما كان بالفقر قد اتسخ بدنه، ومن الحاجة قد رسخ درنه، أما عن الطلبة وهم ينتظرون فقد خارت قواهم، واستكانت نفوسهم، واضطربت أعظمهم، وما منهم من أحد إلا وكأنه فارس لا سيف في يده.. والحرب دائرة والناس تضطرب.. أو أنه مبحر تاهت سفينته والموج يلطم عينيه وينسحب، أو أنه سالك الصحراء أظمئه قيظ وأوقفه عن سيره التعب.. يفدون إلى الحاسوب واحدا واحدا، ليطلعوا على المخبء، والكل يفضّل رؤية النتائج في خلوة، حتى إذا كان الإخفاق نصيبه، خفت عليه البلوى، كيف لا وهو بمعزل عن تلك الجموع، أما الواثق من نفسه فيقدم نشوان في ثياب مختال، غير مبال، نعم غير مبال بمن رأى أو حضر أو سمع، أخاله جاء ليتأكد من النتيجة فحسب، وكأني به يعلمها من ذي قبل.. يتبع..

 

 

رابط دائم : https://nhar.tv/hzZTE
إعــــلانات
إعــــلانات