في مثل هذا اليوم اكتشفت أكبر كذبة في حياتي!

سنة مضت بأيامها الطويلة وأرق لياليها، منذ أن اكتشفت أمرا مروّعا بدّل أيامي وجعلني أعيش شبه ميتة؛ لأن رجل حياتي، زوجي الذي أمّنته وصدّقته كثيرا، ما هو إلا خائن ومخادع وهذه حكايتي معه.
لقد ارتبطت به رغم معارضة أهلي؛ لأنه لم يكن يرتقي إلى مستوانا الاجتماعي، فأنا ابنة رجل مسؤول ووالدتي من أكبر العائلات المتميزة بالعلم والمناصب المرموقة، زد على ذلك تاريخنا الأسري المشرف والحافل بالبطولات؛ لأن السلف أغلبهم من المجاهدين والشهداء، في حين أن زوجي من عائلة بسيطة وفقيرة. لم يكن هذا الفرق يمثّل لي أيّ شيء؛ لأنه كان صادقا ومخلصا.
وضعت الجميع أمام الأمر الواقع، ورسمت حياتي معه وأحلامي وفق ما اتفقنا عليه، وأكثر ما كان يميّز علاقتنا الهدوء وراحة البال، غير أنني لم أستطع تحقيق حلم الأمومة، علما أن الأطباء أقرّوا سلامتي العضوية، ورغم ذلك، لم أجرؤ على الطلب من زوجي المعاينة لدى متخصص حتى لا أجرح مشاعره.
لقد كتمت رغبتي وبقيت لأزيد من خمس سنوات زوجة مثالية، غير أن اللئيم الذي كان يقاسمني حياتي وفراشي، أخطأ يوما عندما دخل البيت وقد استمر في مكالمته الهاتفية، ظنا منه أنني لا أزال في بيت أهلي، مع العلم أنّني رجعت بعد زيارة قصيرة ولم أخبره، فكان يتكلم بكل وقاحة وبقول إنه يشعر بالقرف من وجودي في حياته، فهو ينتظر فقط متى ينال مراده ويبتعد عني، ثم واصل الحديث قائلا إن غبائي لا يطاق، فكيف لم أكتشف أنه لا يريد أن أنجب منه؟!
عندما دخل قاعة الاستقبال تفاجأ بوجودي، فتلعثم في الكلام وأنهى المكالمة بتوديع «صديقه»، وكأنه كان يكلّم رجلا، فتظاهرت بعدم المبالاة، واستقبلته وكأن شيئا لم يكن.
اكتشفت بعد البحث والتحري، أنه على علاقة بامرأة أخرى تزوّجها بالعقد الشرعي على أمل ترسيم العلاقة بعد الانفصال عني، ولأنني أكاد أموت غيضا، فلن أبيّن له حقيقة اكتشافي للأمر حتى أنتقم منه وألقنه درسا لا ينسى… انتظروني في أقرب فرصة لكي أوافيكم بالجديد.