قرابة مليون جزائري دخلوا “دار النخلة “

بسبب ضغوطات العمل و«الشوماج» وتدني القدرة الشرائية
850 ألف جزائري عالجوا من «الجنون» في 2016!
12 ولاية عاجزة عن علاج مرضاها العقليين
5 ملايين جزائري في المناطق الجنوبية محرومون من طب الأمراض العقلية
10 ٪ من العطل المرضية سببها ضغوط أرباب العمل على مستخدميهم
بلغ عدد الاستشارات الإجمالي على مستوى المؤسسات الصحية المتخصصة في طب الأمراض العقلية قرابة 850 ألف حالة، حيث احتلت الاستشارات النفسية الصدارة بـ 400 ألف استشارة.
وحسب الإحصائيات الأخيرة الصادرة عن وزارة الصحة، فقد شهدت حالات الاستشارات على مستوى مصالح الأمراض العقلية تزايدا رهيبا، مقابل نقص فادح في الأطباء المعالجين الذين يبلغ عددهم 898 طبيب فقط، بسبب مغادرة العديد منهم البلاد للعمل في فرنسا بالنظر إلى الطلب المتزايد عليهم.
وقدرت الاستشارات الاستعجالية، بأزيد من 45 ألف استشارة، فيما قدرت الاستشارة الخارجية بـ 360 ألف استشارة، أما الاستشفاء في المصالح المفتوحة فقد فاق 9 آلاف حالة، أما الغلق القضائي فقدر بـ 1649 حالة.
وحسب المختصين في الأمراض العقلية ممن تحدثت إليهم «النهار» في كل من العاصمة وتيزي وزو والبليدة، فإن أزمات ومشاكل اجتماعية مثل البطالة والسكن وعدم القدرة على الزواج، فضلا عن الضغوطات التي يمارسها أرباب العمل ضد مستخدميهم، تسببت لأصحابها في الإصابة باضطرابات سلوكية وأمراض عقلية لأزيد من مليوني جزائري عجزوا عن مواجهة مشاكلهم اليومية، مشيرين إلى أن مركزي العاصمة والبليدة يعانيان من الاختناق نتيجة توافد مئات المرضى من باقي ولايات الوطن، بسبب عدم وجود متخصصين ومراكز متخصصة للتكفل بهذه الشريحة.
على الصعيد ذاته، أكّد الأطباء أنّ أزمة الفراغ التي تتولد عن البطالة، هي من أكثر مسببات الاضطرابات العقلية والأزمات النفسية عند الجزائريين، نتيجة اليأس الذي يتعرضون له بعدما ضاقت بهم السبل، لتكون النتيجة التعرض لانهيارات نفسية والعجز عن الإدراك، كما أن أغلب الإصابات تسجّل وسط أشخاص يقطنون في الأحياء الشعبية التي تتميز بضيق السكن وانعدام مساحات الترويح التي تدفع بالشخص إلى عدم القدرة على تحمل ضغوط الحياة.
وحسب المتخصصين، فإن تراجع القدرة الشرائية للكثير من الجزائريين وعدم قدرتهم على توفير أدنى متطلبات العيش، جعلهم يحلمون بعالم يحققون فيه كل متطلباتهم الأساسية، مشيرين إلى أنه وخلال استجواب المرضى الخاضعين للاستشفاء، كان الهم الوحيد لهم هو عجزهم عن تحقيق هذه المتطلبات على أرض الواقع، والنتيجة كانت إصابتهم بصدمة دماغية تتسبب في اضطرابات عقلية متفاوتة بسبب عدم تقبل الواقع، منها ما يعالج بتوجيهات ونصائح بسيطة، ومنها ما يتطلب أدوية والمكوث في المستشفى لأيام طويلة.
56 من المئة من مراكز الأمراض العقلية في الشمال
على الصعيد ذاته، أوضح الأستاذ محمد شكالي، المكلف بملف الصحة العقلية بوزارة الصحة، خلال عرضه للمخطط الاستراتيجي الوطني لترقية الصحة العقلية 2017/ 2020، أنه يهدف إلى تعزيز حماية الأشخاص المصابين باضطرابات عقلية وتحيين الإطار التنظيمي ووضع سجل وطني للمرضى، فضلا عن قاعدة معطيات تساعد أصحاب القرار السياسي على تحسين العلاج، بالإضافة إلى تحسين التكفل بالأطفال الذين يعانون من مشاكل في الصحة العقلية، وانخفاض حالات الإدمان والعنف وكذا تقليص حالات الانتحار والتحرش. وأضاف ذات المصدر، أن الهياكل المتخصصة الحالية تتوفر على قرابة 5300 سرير متوقعا تعزيز القطاع بتسع مؤسسات استشفائية جديدة بها مصالح في هذا التخصص، كما تتواجد معظم المصالح التي تتكفل بالصحة العقلية عبر القطر الوطني بالشمال بنسبة 56 من المئة و31 من المئة في الهضاب العليا و5 من المئة فقط بمناطق الجنوب، وذلك حسب الكثافة السكانية.
5 ملايين جزائري في ولايات جنوبية محرومون من العلاج في الجنوب
وحسب المناطق، فلا تتوفر 12 ولاية على أية خدمة في الأمراض العقلية على المستوى الجواري، حيث يمثّل علاج مرضاها مشكلة حقيقية، وتعتبر ولايات الجنوب الأكثر تدهورا ومن دون أي علاجات ذات مستوى عالٍ، وتشمل كلا من ولاية أدرار، بشار، البيض، تندوف، النعامة، الأغواط، بسكرة، تمنراست، ورڤلة، إليزي، الوادي، غرداية.
أما الهضاب العليا، فإنها تتوفر على مصلحة واحدة فقط في طب الأمراض العقلية ذات المستوى العالي، والموجودة على مستوى المؤسسة الاستشفائية بقسنطينة، بالمقابل لا تتوفر ولاية الجلفة وبرج بوعريريج على أي هيكل لطب الأمراض العقلية.
10 من المئة من العطل المرضية سببها ضغوط العمل
أما ممثلة منظمة الصحة العالمية بالنيابة بالجزائر، نكورنزبيرة تريفون، فأكدت وجود علاقة وطيدة بين الصحة العقلية والإرهاق في العمل، والتي غالبا ما يتم تجاهلها، مما يتسبب في 10 من المئة من الغيابات المهنية، أي ما يمثل خسارة 36 يوم عمل سنويا بسبب هذا الانهيار.
كما أشارت بالمناسبة إلى أن 50 من المئة من الأشخاص الذين يعانون من أصحاب الانهيار العصبي لا يتلقون العلاج، بسبب قلة المعلومات والتهميش والحواجز الثقافية، على ضرورة التكفل بالكآبة والإرهاق والاضطرابات العقلية، مؤكدة أن ترقية العلاج في هذه الأمراض يساهم بنسبة 80 من المئة في تحسينها خلال الست أسابيع الأولى.
**********************************************
تعرّف على موقع “النهار”
“النهار أون لاين” هو موقع إخباري جزائري يهتم بالشؤون الوطنية والمحلية وحتى الدولية في كل المجالات، بصفة دورية وآنية ومستمرة.
يعتبر “النهار أون لاين” موقعًا تابعًا لمجمّع “النهار” الإعلامي الذي يضمّ قناة “النهار الإخبارية” وجريدة “النهار الجديد” و”إذاعة شمس” بالنت.
يتميز موقع “النهار أون لاين” بالنشر الفوري والآني للأخبار، مع التحري الكبير لمصداقية الأخبار والأحداث المنشورة من طرفنا.
ويحرص الموقع على التحري في مصدر الخبر قبل بثّه، وبحال حصول تطور يتم تحديثه بمقالات جديدة تتضمّن كل التّفاصيل والتطورات.
ويعمل موقع “النهار أون لاين” من دون انقطاع، ويضمن طاقمه الأخبار على مدى 24 ساعة، إضافة لتحديث الأخبار والمتابعة الدقيقة.
ويسمح موقع “النهار أون لاين” بمتابعة كل الأخبار التي تنفرد بها قناة “النهار”، ونقل كل التقارير والروبورتاجات التي تعدها القناة.
و يعتبر الموقع من أبرز المواقع، ويحظى بنسب متابعة قياسية بفضل شبكة المراسلين التي تنشط عبر كامل التراب الجزائري.
يتابع الوقع الأحداث الطارئة ببث مباشر عبر صفحة “النهار” على “الفايسبوك” و“تويتر”، ويتيح لكم متابعة الأحداث لحظة بلحظة.
الموقع يحتوي على أقسام تسمح لمختلف القرّاء بتتبع المحتوى المراد الاطلاع عليه من سياسة واقتصاد وثقافة ورياضة ومتفرّقات.
و يسمح الموقع بتقديم استفتاءاتكم حول مواضيع الساعة من خلال ركن “الاستفتاء” الذي يكون موضوعه متزامنًا مع الحدث.
يتواجد موقع “النهار أون لاين” على مواقع التواصل الاجتماعي، ويحظى بمتابعة عالية تفوق الخمسة ملايين مشترك على “الفاييسبوك” وعلى “التويتر”.
و يتيح الموقع الإلكتروني لمتابعيه إمكانية مشاركتهم بفيديوهات لأحداث عايشوها وإرسالها للموقع عبر رقم “الواتساب”.