كتاب يتهم الأمير عبد القادر بالخيانة وبيع ذمته بالمال في معرض الجزائر الدولي

“الأمير تنكّر لابنه محي الدين لأنه أراد مواجهة فرنسا وتخاذل في مساعدة الزعماء الجزائريين أثناء مختلف الثورات الشعبية“
سمحت اللجنة المكلفة بمراقبة الكتب المشاركة في الطبعة 19 لمعرض الجزائر الدولي، بدخول كتاب يتهم الأمير عبد القادر بنقل «الماسونية» إلى لبنان وسوريا وجاء في الكتاب «أن الحركة الماسونية الرمزية دخلت دمشق بمساعي الأمير عبد القادر الجزائري ».تطل علينا وزارة الثقافة في كل مرة عند انطلاق فعاليات «الصالون الدولي الكتاب» بشعارات تؤكد من خلالها أن الكتب المسيئة للتاريخ الجزائري أو لرمز من رموزه تمنع من العرض، لكن ما لاحظناه في المعرض الجزائري للكتاب في طبعته 19 مغاير لكل تلك التطمينات خاصة في جناح الكتب اللبنانية وبالضبط في دار النشر «بيسان» المتواجدة في الطابق الثاني الذي تطبعه الفوضى الكبيرة مقارنة بالطابق الأرضي والمدخل الرئيسي .وعند تجوالنا في الجناح المخصص لدار النشر هذه أثار انتباهنا كتاب وضع في ركن لا يظهر للعيان عنوانه «الماسونية ..ديانة أم بدعة» للكاتب «اسكندر شاهين»، وعند تصفحنا للكتاب تفاجأنا للإتهامات الخطيرة والأسلوب «الهجومي» الذي تحدث فيه الكاتب عن الأمير عبد القادر الذي اتهمه بنقل الماسونية إلى سوريا ولبنان إضافة إلى اتهامات أخرى تمس شخصه على غرار ولاء الأمير لفرنسا.وجاء في الكتاب في الصفحة 27 «أن العديد من الباحثين والدارسين قد اهتموا بإقامة الأمير في المشرق ما عدا تدخله الحاسم في أحداث سوريا عام 1860» وأضاف الكاتب «أن المتتبع لحياة الأمير عبد القادر بدمشق سوف يثير انتباهه تهافت الأمير على اقتناء الدور والأراضي الفلاحية والحصول على المال مهما كانت الوسائل المتبعة في ذلك ..ففي البداية أقرّت الحكومة الفرنسية منح الأمير راتبا سنويا قدره 15 ألف فرنك فرنسي وقد بلغ مع السنين 300 ألف فرنك فرنسي وهو مبلغ خيالي للغاية».ويضيف الكاتب «تدخل الأمير مع ألف من رجاله لإنقاذ المسيحيين وإقرار الأمن والنظام في دمشق ونتيجة لذلك أخذت تنتشر في أوروبا التآليف التي مجّدت الجانب الإنساني للأمير وتسامحه وعلى الأخص وفائه لوعد الشرف الذي قطعه على نفسه لنابليون بعدم محاربة فرنسا، هذا على الرغم من المصاعب الجمّة التي عرفتها الجزائر خلال العقد السادس من القرن التاسع عشر»وواصل الكاتب انتقاده للأمير عبد القادر على لسان كاتب آخر واسمه التميمي بالقول «إننا لا نعرف وثيقة واحدة صادرة عن الأمير تشجّع الحركات الإنتفاضية في بلاده أو على الاقل مساعدته المعنوية لعدد من الزعماء الجزائريين الذين أبلو البلاء الحسن حتى آخر رمق من حياتهم .. بل إن الأمير ذهب في احترام وعده إلى حد التنكر لغبنه محي الدين الذي تحول سرا إلى الجزائر لإنقاذ البلاد من فرنسا عام 1870».ولم يتوقف تهجّم الكاتب اللبناني عند هذا الحد بل راح إلى حد اتهام الأمير بالخيانة وقوله إن الماسونيين تدخلوا لدى نابليون من أجل إخراجه من السجن مضيفا «إنه إذا استطعنا تأكيد انتساب الأمير عبد القادر إلى الماسونية قبل محفل الأهرام في الإسكندرية لكان محتملا أنّ الماسونيين الفرنسيين قد تدخلوا لدى نابليون لإطلاق سراحه..وبعد فتنة 1860 تهاطلت على الأمير الأوسمة من عدد كبير من رؤساء الدول الأوروبية وعلى الخصوص من نابليون الثالث الذي منحه وسام الشرف الفرنسي الأول».وواصل الكاتب سرده للوقائع التي أكد أنها مبنية على وثائق وشهادات حية حيث قال»إن هذا الإهتمام والرعاية من المسؤولين والمنظمات الأوروبية استوجبا انضمام الأمير باقتناع منه إلى الماسونية».
مسؤول الجناج الخاص ببيع الكتاب لـ“النهار”:
«الكتاب تم طبعه في 2012 وهذه أول مرة يدخل فيها الجزائر»
قال مسؤول الجناح الخاص ببيع الكتاب إن الكتاب المعنون بعنوان «الماسونية ..ديانة أو بدعة « تم طبعه عام 2012، ومنع من الدخول إلى الجزائر العام الماضي إلى أن هذه السنة سمح لنا بعرضه لأول مرة في الصالون الدولي للكتاب. من جهة أخرى أعرب بعض العارضين خاصة للكتب الدينية عن سخطهم من المسؤولين الذين يراقبون كل شاردة وواردة الكتب التي تأتي من السعودية، في حين لا يبالون بالكتب التي تأتي سواء من لبنان أو سوريا والتي تتحدث عن مواضيع الماسونية والشيعة « .