إعــــلانات

كنزة أول ضحية في انفجار بن عكنون والشهادة آخر ما نطقت به

كنزة أول ضحية في انفجار بن عكنون  والشهادة آخر ما نطقت به

دخلنا شارع ميرة بباب الوادي بعد صلاة الجمعة و وجدنا حشدا من المعزين الذين حضروا جنازة الشابة “سماية كنزة “، أتمت 25 سنة في نوفمبر المنصرم، التي راحت ضحية الانفجار الأخير الذي وقع ببن عكنون .

اقتربنا حينها من السيد عمار سماية والد الضحية الذي استقبلنا و دعانا لدخول المنزل، و كانت الغرفة التي جلسنا بها لكنزة و أختها،  كانت جد صغيرة، بها سريران تتوسطهما مائدة،  اخبرنا السيد عمار أن ابنته أنهت دراستها في السنة الثالثة ثانوي و أخذت شهادة في الإعلام الآلي من مركز التكوين المهني بباب الوادي، أجرت المسابقة التي أعلنت عنها وزارة العدل لتعيين موظفين بالقطاع يوم الخميس الفارط، و بعد ذلك طلب منها احضرا كشف النقاط، يسكت طويلا وتملأ الدموع عيونه، ثم يتابع حديثه قائلا “كنزة استيقظت باكرا  ذلك اليوم، صلة الفجر ثم أعدت القهوة كعادتها، كان آخر حديثها معي حول كشف النقاط الذي كانت متخوفة من آن لا يرضي اللجنة الوزارية،  قمت بطمأنتها ثم قلت لها بان تذهب الى ساحة الشهداء لكي تختم الكشف، و هذا عوض أن تذهب الى باب الوادى “ثم غادرت  الى عملي بمستشفى مايو  تاركا ورائي كنزة التي كانت تنتظر صديقتها و أنهى كلامه أن ذلك هو آخر ما يتذكره .
  سفيان الأخ الأصغر لكنزة كان يتابع بألم وتأثر رواية الوالد، بادر بالحديث قائلا انه عند سماعه بخبر الانفجار كانت الساعة حينها العاشرة و النصف، حاول الاتصال بأخته عبر الهاتف النقال، لكن كانت لا ترد، عندئذ شعر بشيء ما، قام حينها بالاتصال بصديقتها التي أخبرته  بان أخته أصيبت بجروح و تم نقلها إلى المستشفى ، انتقل سفيان،مباشرة الى المستشفى للبحث عنها ،وعند وصوله لم يجدها بقائمة المصابين، توجه بعدها الى مستشفى بن عكنون و هناك ابيضا لم يجدها، فقام بالاتصال بأخيه الكبر لخضر و اخبره عما جرى لكنزة و طلب منه أن يذهب الى مستشفى بير طرارية للبحث عنها،  لكن ما أخبرنا به سفيان هو انه شعر بأن كنزة موجودة بمستشفى مصطفى باشا ، فعاد هو و لخضر من جديد الى هناك،  كانت الساعة حينها الرابعة و هناك تم إخبارهما بان لديهم بالمستشفى جثة واحدة غير معلومة الهوية، لكن قد تكون من الأجانب، كونها تشبه اليابانيين، لكن مع إصرار لخضر على رؤية الجثة سمح له و هناك تعرف على آخته التي فارقت الحياة بدقائق قبل وصولهم .
من جهتها، تحكي صديقة الضحية عن الحادث لعائلة كنزة “كنت امشي مع كنزة متجهين الى المحكمة العليا لنضع كشف النقاط هناك،  و فجأة كان الانفجار، حينها لم اشعر بشيء، لكن بعد ذلك نهضت ابحث عن كنزة التي كانت مرمية بالعارض، اتجهت نحوها و جدتها مصابة في رقبتها و على مستوى الكلى، ساعدتها على النهوض، مشينا قليلا كانت حينها كنزة تردد الشهادة، و لكن بعد دقائق معدودة سقطت أرضا و تم نقلها الى المستشفى و هي أول ضحية عثر عنها  .    

رابط دائم : https://nhar.tv/tYW3B
إعــــلانات
إعــــلانات