لا أطيق تصرّفاته ولا أرغب في الشتات

السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته
سيدتي الفاضة نور، لا أدري كيف أشكرك على هذا الركن المميّز الذي فتح بابا من الأمل للإرتواء من الردود الشافية والتخلّص من العقد اليومية التي تنغّص على الواحد حياته وتدخله في متاهات الأسئلة التي تكاد تقهرني وترمي بي في حيّز الاستسلام واليأس..وهذا سيدتي ما أرفضه تماما لأني أم وأعي تماما ما عليّ من مسؤوليات تجاه عائلتي وخاصة أطفالي الذين لا ذنب لهم؛ إذ والدهم رجل فضّ حادّ المزاج، نعم سيدتي.. فمنذ 3 سنوات وأنا وتوأمي نعاني من عنف والدهم اللفظي، فزوجي المصون لا يحسن التصرّف معي لدرجة أنه يحسّسني أحيانا بأن لا قيمة ولا أهمية لي في حياته، وما علي سوى السمع والطاعة وتنفيذ أوامره دون نقاش ولا تماطل وكأني مجرد مربية في المنزل أو عاملة لا حقوق لدي..؟، وهذا الحال ليس معنا فقط، بل حتى من حوله من عائلته وأقاربه، فقد أصبح الكل يتحاشاه فقط لكي لا يُحرجوا من كلامه غير اللبق ومن همجيته في التواصل مع الغير.لن تصدقي أنه وعلى الرغم من كل شيء، فإن أكثر ما يؤلمني هو علاقته مع الغير، فإن كنت أنا أم أطفاله ورفيقة دربه أنزعج من طريقته فكيف للغير أن يتحمّل منه كل تلك الغطرسة وكل ذاك العنف، ونحن نعلم أن أساس كل معاملة وأساس كل تفاعل هو الرفق واللين وطيب الكلام.أرجوك سيدتي.. لا أدري إلى متى سأصبر على حالي هذا ولا أدري إن كان لدي المزيد من الصبر للمقاومة والتجاوز على هفوات زوجي.. فقد تجرّعت منه ما فيه الكفاية ولا أرغب في المزيد وهذا ما جعلني أفتح قلبي لك وأشاركك مشكلتي علّني أجد لديك ما يخفّف عليّ وما يهديني طريق النجاح في التغيير ولو قليلا من طباعه، فأنا لا أريد أن أتّخذ قرارا قد أندم عليه فلا تبخلي علي بالرّد من فضلك..؟
أم مروان من الوسط
الرّد:
أختاه.. لقد سررت كثيرا برسالتك التي قرأت من خلالها إصرار وقوّة أنثى في التمسّك ببيتها وسعادتها على الرغم من كل تلك الضغوطات التي تحيينها يوميا جرّاء ما يصدر من زوجك الذي مهما كانت طباعه يبقى والد أطفالك ولابدّ عليك من التضحية ومعالجة المشكل لأنه ما من مشكل عزيزتي إلا ويوجد له حل.عزيزتي.. إن أكثر ما تحتاجين إليه في هذه الفترة بالذات هو الصبر والحكمة والذكاء، فأنت تعلمين أن الرجل لا يحتاج من زوجته سوى الحنان والرفق في المعاملة ليصبح هو الآخر بذلك كالطفل الصغير، فما عليك الآن سوى أن تجلسي معه جلسة مصارحة وأن تصارحيه بما يؤلمك ويوجع قلبك، وأن تفهميه ما للكلام الطيب من أهمية في كسب ودّ الناس واحترامهم، فقد احترمت فيك كثيرا قلقك على صورة زوجك في أعين الغير وهذا إن دلّ على شيء فهو يدلّ على أصالتك وحبك الكبير لزوجك واستقرار بيتك، وأنت محقّة في ذلك لأن الوصول إلى قلوب الآخرين طريق شاق واللفظ الحسن أفضل وسيلة للتغلغل إلى الأفئدة.. واحرصي عزيزتي على أن تكوني لطيفة لتقنعيه بأهمية أن يغيّر من طريقته وأسلوبه معك، وهذا بالطبع أختاه يحتاج منك أن تكوني دائما كالمياه الباردة التي تطفئ النار المشتعلة، وتأكدي أنك بذلك لن تخسري شيئا من كرامتك ولا من مكانتك كزوجة، لا بل على العكس، فهذا قد يشعره بتأنيب الضمير حيالك، واعلمي أن إصرارك على استقرار بيتك ولمّ شمله يعدّ كفاحا في سبيل الله وأجرك فيه عظيم، فاصبري، ولتنالي الثواب تقرّبي أختاه من زوجك واظهري له حبك واهتمامك، والأهم من كل هذا وذاك هو أن تظهري له طاعتك وذلك من أجل الحفاظ على متانة سقفك وعلى شمل عائلتك، حتى وإن كلّمك بطريقة استفزازية أو بلهجة صارمة؛ حاولي من جهتك أن تكلّميه بطريقة لائقة لبقة لتصيبي الهدف مباشرة إلى قلبه.. وتيقّني أختاه.. أن استسلامك لن يصلح الأوضاع بل سيزيد الطينة بلّة، فلا أنت ولا أطفالك ستعرفون الهناء إن أنت فكرت في الانفصال أو العيش بعيدا عن رفيق دربك، فلتحاولي ولا تملّي من المحاولة، فإن بعد العسر يسر بحول اللّه تعالى، واعلمي أن الله معك مادمت نيّاتك طيبة، أتمنى لك الهناء ووفقك اللّه لما فيه خير لك ولعائلتك..
ردّت نور