لاعبو البطولة..من «ساندويتش ماقارون».. إلى نهار بمليون !

النهار تكشف عن المصروف الشهري للاعبي البطولة الوطنية

لاعبون لم يجدوا «عشا ليلة» وآخرون ينفقون الملايين في الخيمة

يعيش معظم لاعبي البطولة الوطنية لكرة القدم، حياة غير عادية مقارنة بالفئات الأخرى من المجتمع الجزائري، تميزها الأموال الطائلة التي يتقاضونها خلال مشوارهم الكروي، من خلال رواتبهم الشهرية التي تفوق إلى حد بعيد الموظفين في أعلى هرم في السلطة ومختلف الإطارات السامية في الدولة، وهو الأمر الذي يجعل البعض منهم يعيش حياة مفعمة بالترف والرفاهية، ويستغل حاضره بالشكل الذي يهواه وفق ميولاته، في حين يستغل البعض الآخر الأموال التي يتقاضاها من أجل الإنفاق على عائلته، سواء الصغيرة أو الكبيرة، وادخار الأموال لبناء مستقبله بعد اعتزال الكرة والتفكير مبكرا في مشاريع تكون بالدرجة الأولى استثمار أمواله في التجارة.

تسعى فئة من اللاعبين والمحسوبة بشكل أكبر على الشباب الذين يتقاضون أجورا شهرية ضخمة، تصل في العديد من الأحيان إلى سقف 200 مليون سنتيم أو أكثر، فضلا عن المنح التي ينالونها بعد الفوز في المباريات، خصوصا إذا تعلق الأمر بمواجهة محلية، التي تصل فيها منحة الفوز لأكثر من 10 ملايين سنتيم خلال 90 دقيقة، لاستغلال فترة انتعاش حساباتهم البنكية بالأموال والفترة الذهبية التي يعيشونها خلال مشوارهم للدخول في حياة تشبه إلى حد بعيد عيش النجوم العالمية، تتميز بإنفاقهم الأموال بشكل ملفت للانتباه سواء على ملابسهم التي تتماشى مع الموضة، أو خلال السهرات والجلسات التي يقضونها مع أصدقائهم أو المقربين منهم في «خيمة الشيشة»، أو حتى في الملاهي الليلية لفئة قليلة منهم يقومون من خلالها بصرف أموال على صديقاتهم أو من خلال «التبراح»، وهو ما يجبر هؤلاء اللاعبين الذين دخلوا في «الحياة الليلية» يصرفون في الشهر الواحد قيمة تصل لأجورهم الشهرية أو أكثر في بعض الأحيان، ليصبحوا بعد وقت وجيز من اعتزالهم الميادين «زوالية» لا يستطيعون حتى توفير نفقات عائلاتهم، في أمثلة ووقائع كثيرة عاشها لاعبو البطولة المحلية.

في حين يستغل البعض الآخر مدخولهم من كرة القدم من أجل ضمان العيش بطريقة جيدة بعد سنوات، أين يقومون بتوفير أموالهم لشراء الشقق وبناء المنازل والقيام بمشاريع واقتحام عالم التجارة، فضلا عن سعيهم الدائم للتكفل بعائلاتهم وضمان عيش كريم لها وفي في ظروف ملائمة، ولا يخرجون عن الطريقة المثلى للعيش ويتفادون الدخول في عالم السهرات وما شابه، رغم كل الرزق الذي توفر لهم من كرة القدم، وهناك عدة أمثلة من لاعبين في بطولتنا يعتبرون قدوة في الأخلاق داخل وخارج الملاعب.

12 لاعبا من الحراش يعيشون بمبلغ 1200 دينار يوميا وكومباسا كان يتناول «ساندويتش ماقارون»

في المقابل، لا تخلو بطولتنا من المتناقضات، فرغم أن الجميع يعتقد أن اللاعبين جميعهم يعيشون حياة البذخ، إلا أن بعضهم يعاني الفقر ويجني قوت يومه من مساعدات بقية اللاعبين، ويعتبر اتحاد الحراش من أبرز الأندية التي تعاني منذ سنوات من أزمة مالية خانقة، وهو ما جعل معظم لاعبي الفريق يعانون كثيرا من تأثر ناديهم بالأزمة المالية التي تعاني منها الجزائر أيضا، حيث يعتبر الموسم الماضي أسوأ فترة مر بها لاعبو الصفراء، عندما كانت إدارة الفريق تقدم لـ12 لاعبا من الآمال والفريق الأول مبلغ 1200 دينار ليتقاسموه فيما بينهم يوميا، من أجل المصاريف اليومية التي كانوا يحتاجونها خلال إقامتهم في «حي الحميز» شرق العاصمة، ورغم أن معظم هؤلاء اللاعبين كانوا يقيمون بعيدا عن عائلاتهم ويلعبون في فئات المنتخبات الوطنية، وأغلبهم أصبح أساسيا هذا الموسم مع أندية الرابطة المحترفة الأولى والثانية، كما عاش اللاعب الغيني محمد كومباسا موسما أسود في اتحاد الحراش السنة الماضية قبل انتقاله إلى نصر حسين داي بسبب مشاكله مع الإدارة السابقة، مما اضطر بعض زملائه في الفريق وحتى بعض الأنصار يقدمون له الأموال لضمان لقمة العيش، وهو ما أكده فيديو انتشر سابقا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه اللاعب الغيني وهو يتناول «ساندويتش ماقارون» بسبب عدم حصوله على مستحقاته المالية.

لاعب من «لازمو» يصرف مليوني سنتيم فقط شهريا

كشف أحد لاعبي فريق جمعية وهران، أن مبلغ مليوني سنتيم شهريا يكفيه لتسيير حاجياته الكاملة وتلبية جميع متطلباته طيلة شهر كامل، رغم أن معظم لاعبي البطولة المحترفة يعرفون بالتبذير وحياة البذخ.

بن عيادة ينفق ما بين 8 و10 ملايين شهريا من دون «التبياش»

كشف لاعب شباب قسنطينة حسين بن عيادة، أنه ينفق شهريا ما بين 8 ملايين و10 ملايين على أمور تخصه وعائلته، لكنه في المقابل أكد أن المبلغ في بعض الأحيان يرتفع لما يقوم باقتناء ملابس جديدة.

بن علجية: «نصرف 20 مليون في الشهر وخاطيني التبذير»

كشف لاعب شبيبة القبائل مهدي بن علجية، أن مصروفه الشهري في حدود 20 مليون سنتيم شهريا، ولا يتجاوزه، كما قال في تصريح لـ«النهار»، إنه ليس من اللاعبين المبذرين وإن القيمة التي ذكرها يصرفه على عائلته الصغيرة، وأيضا على العائلة الكبيرة، وقال في هذا الصدد: «مصروفي الشهري يقدر بحوالي 20 مليون سنتيم شهريا، وفي الغالب لا أنفق أكثر من هذا المبلغ، البعض قد يرى هذه القيمة مبالغا فيها، لكنني أصرف على عائلتين، عائلتي الصغيرة وعائلتي الكبيرة»، وأضاف: «لست من اللاعبين الذين يسرفون في صرف المال، فهناك من ينفق أكثر من 40 أو 50 مليون شهريا، لكنني لست مبذرا».