لجوئي إلى استخدام قبضة يدي سبب لي الأهوال الكثيرة

/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Tableau Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:”Times New Roman”;
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}
السلام عليكم إخواني القراء، أردت المشاركة في هذا الركن لأخذ العبرة من قصتي.
أنا رجل أبالغ كثيرا في انفعالاتي، ولكنني لست أفخر بما يصدر عنّي، في لحظة الغضب أفقد كل رجاحة العقل والميل إلى الصواب وكل ألوان المنطق، ولا أكترث بالنتائج أو المخاطر التي ستتمخض عن أي غضب، وأعود إلى عدة وقائع حدثت منذ سنوات عندما تحول غضبي إلى ثورة غضب عارمة وخرجت عن إنسانيتي وفقد أعصابي رغم أن الحدث أو الموقف لا يستدعي ما صدر منّي من غضب وثورة ورد فعل غير منطقي، لكن هذا الحادث البسيط قادني إلى التطرف في غضبي وردود أفعالي، كنت أمشي سيرا على الأقدام، وأثناء عبوري الممر المخصص للراجلين مرت بجواري سيارة ولم يفسح لي الطريق للمرور وأشرت إليه بيدي أن يتوقف حتى أعبر الطريق، لكنه لم يستجب هنا جن جنوني، وفقدت أعصابي. فجريت وراءه ومن حسن حظي أن السائق أغلق النافذة والباب، لكنني بدأت أرفس السيارة، فحطمت الأضواء، وكنت أريد إلحاق الضرر به.
وفي إحدى المناسبات دفع أحد الباعة شقيقي دون قصد، فوجهت إليه لكمة أطاحت به على الأرض، وآخر رميته بحديد كادت تضر برأسه، والحقيقة أن عدم استطاعتي تمالك نفسي عند الغضب، قادتني إلى مشاكل كثيرة مع الآخرين، حتى أنه في بعض الأحيان لم يكن يهدأ غضبي إلا في مركز الشرطة، وأحيانا كنت أقضي بعض الوقت في السجن بسبب ما جره علي الغضب من مشاكل، وبسبب لجوئي إلى استخدام قبضة يدي في معالجة خلافاتي مع الآخرين.
وفي آخر مرة خرجت فيها من السجن، آثرت أن أحافظ على رباطة جأشي وأبتعد عن المشاعر الغاضبة المتهورة، وشعرت وكأنني أخاطب نفسي فأقول: “كيف تفعلين يا نفس ذلك بي؟” البعض يقول إن الغضب هو رد فعل طبيعي، لكن في كل الأحوال فإنه لا عذر لذلك، لأن الغضب يقود إلى العنف ويحيي في النفوس الكراهية كما أنّه يلحق أفدح الضرر بنفس الغاضب، ويقوده إلى سلسلة من الاضطرابات النفسية، أقول ذلك من منطلق تجاربي مع الغضب، والحق أقول: إن رد الفعل الغاضب ناجم في البداية عن تجارب مريرة في حياة الإنسان، فأنا لم أكن مستقرا ففي طفولتي تعرضت لكثير من الهزات الأسرية، وكان لها أثر كبير على شخصيتي وعلى سلوكي مع الآخرين، لكني الآن تعلمت درسا من كل تجاربي مع الغضب، وبدأت مشاعري تنضج تجاه واقع الحياة، ورأيت أن كل انفعالاتي الغاضبة كانت ناجمة عن عدم ثقة بالنفس، وبت قادرا على التحكم بغضبي.
ورأيت أنه ينبغي تعلم أمور فعّالة للتغلب على انفعالاتي وللحيلولة دون التصعيد وبدلا من ذلك التفكير بأسلوب عملي ومنطقي لحل المشاكل ومواجهة المواقف المثيرة للانفعالات والقابلة للانفلات من عقالها.
الثائر سريع الغضب