للجزائريين ميترو اليوم

/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Tableau Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:”Times New Roman”;
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}
أصدرت وزارة النقل بيانا رسميا يؤكد فيه الإنطلاقة الرسمية للميترو في الجزائر إبتداءا من اليوم، في حين لم يتم الأخذ بعين الاعتبار في إنجاز مشروع القرن ”ميترو الجزائر” الذي كلف صرف ما يقارب الـ100 مليار إنشاء وحدة دائمة خاصة بأعوان الحماية المدنية تتكفل بمهمة الإنقاذ عند الكوارث، وهذا في وقت كان فيه وزير النقل عمار تو قد كشف في وقت سابق عن وجود 400 ما بين شرطي وعون حماية مدنية لتأمين الميترو.
أفاد مصدر مسؤول، مثل المديرية العامة للحماية المدنية وبالتحديد المديرية الولائية للعاصمة، في تصريح خص به ”النهار” على هامش مراسيم تدشين الرئيس بوتفليقة لميترو الجزائر، بعدم وجود وحدة دائمة لأعوان الحماية المدنية داخل الميترو تتكفل بالإنقاذ عند تسجيل حوادث خطيرة لأسباب تبقى مجهولة -حسبه. وقال المتحدث، الذي رفض الإفصاح عن هويته، إنه في حال تسجيل أي حادث لا يحمد عقباه فإن عملية النجدة تكون عن طريق الاتصال حتى يتمكن أعوان الحماية المدنية من تنفيذ مهامهم، وأشار إلى حد الساعة ”لدينا مراكز فقط داخل الميترو مجهزة بعتاد الحماية المدنية وعدا ذلك لا يوجد شيء آخر.. ليس لدينا وحدة دائمة ولا مؤقتة تقوم بمهامها داخل الميترو وعند تسجيل أي حادث مهما كانت درجة خطورته نتنقل بعد تلقينا بلاغ النجدة”. وأكد المتحدث على وجود وحدات خاصة بهم خارج الميترو ”لدينا وحدات ليست بعيدة عن الميترو تمكننا من القيام بالإنقاذ الفوري عند الكوارث، لكن ليس بالصورة التي نرغب فيها”. ويأتي هذا التصريح مغايرا تماما لتصريح وزير النقل عمار تو الذي أدلى به في وقت سابق حين كشف عن وجود 400 عون ينتمون إلى سلكي الأمن وطني والحماية المدنية لتأمين ميترو الجزائر. وقد دشن الرئيس بوتفليقة، أمس، مشروع الجزائر بعد إنجاز قارب الثلاثين عاما بتكلفة إجمالية قاربت هي الأخرى الـ100 مليار دينار، حيث حضر مراسيم التدشين إلى جانب وزير النقل عمار تو ووزير الداخلية دحو ولد قابلية.
ودخل رئيس ميترو الجزائر من محطة المعدومين في حدود الساعة الواحدة ظهرا و46 دقيقة ليصل إلى محطة تافورة عند الواحدة و58 دقيقة. وعند قيام الرئيس بدفع الـ50 دينارا للحصول على التذكرة لم يتحصل عليها بسبب عطب في الجهاز، ليتم فور ذلك تغييره بآخر، وبهذا فإن ميترو الجزائر كشف عن ”البريكولاج” في التجهيز أمام أعين الرئيس.
فيما تسلّط الأضواء على المؤسسات الأجنبية
كبرى الشركات الوطنية تهمّش خــلال زيارة الرئيس
تحاشى أمس، الساهرون على تحضير مراسيم تدشين رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لقاعة العمليات والتحكم في مترو الجزائر بالروسيو، تخصيص فترة ولو وجيزة لمسؤولي المؤسسات الوطنية للاطلاع على المجهودات التي بذلتها هذه الأخيرة في إنجاز المبنى القاعدي المخصص لاحتضان مقر إدارة تسيير المترو، مكتفين في ذلك بتسليط الأضواء صوب المؤسسات الفرنسية التي ستتولى تسيير المترو.
واقتصر أشخاص الوفد المستقبل للرئيس بوتفليقة الذي وصل في حدود الواحدة زوالا إلى ساحة حنفي فرنان سابقا، وسط تعزيزات أمنية مشددة، في كل من السفير الفرنسي بالجزائر ”كزافيي دريانكور” إلى جانب نظيره الإسباني ”غابريال بوسكات”، فضلا عن الرئيس المدير العام لشركة التحكم الذاتي في نقل باريس ”بيار مونجون” وممثلي السلطات المحلية يتقدمهم الوالي المنتدب لدائرة حسين داي ورئيسة المجلس الشعبي البلدي للقبة، دون استدعاء ممثلي عن الشركة الوطنية للأشغال العمومية ”كوسيدار” المكلفة ببناء المبنى القاعدي لمركز التحكم في المترو، رغم ما لعبته من دور رئيسي في إنجاز المبنى خلال وقت قياسي ووفقا للمعايير والمقاييس الدولية. وتوجه رئيس الجمهورية مباشرة بعد إزالة الستار عن النصب التذكاري لتدشين المقر، إلى غرفة التحكم في مترو الجزائر، أين اطلع على بعض تفاصيل حول طريقة عمل التقنيين التي قدمتها مهندسة جزائرية نيابة عن شركة ”أر، اى تي، بي” الفرنسية، ليغادر بعدها متجها إلى النقطة الخامسة من برنامج زيارته التفقدية التي أجراها للعاصمة، والمتمثلة في تجريب عربات المترو انطلاقا من محطة الرويسو إلى البريد المركزي. وليست المرة الأولى التي يتم فيها تهميش مؤسسة ”كوسيدار” خلال الزيارات التفقدية لرئيس الجمهورية، وإبعادها بشكل شبه كلي عن الواجهة في شكل يوحي إلى رغبة في تحويلها إلى ”الكواليس”، كما هو الحال بالنسبة إلى الزيارة الأخيرة التي أجراها شهر أفريل المنصرم إلى أقصى الجنوب الجزائري، أين أشرف على تدشين المشروع الضخم لتحويل مياه عين صالح إلى تمنراست على بعد 750 كلم. لضمان تزويد سكان المنطقة بالمياه الصالحة للشرب، حيث اختصر تقديم المشروع في التطرق إلى إنجازات الشركة الصينية ”سي أس سي آو”، على حساب الدور الأساسي الذي لعبته الشركة الوطنية للأشغال العمومية ”كوسيدار” والجانب الشاق من الأشغال الذي تكفلت بتأديته، على غرار عمليات الخندقة باستعمال المتفجرات وكذا الربط بين خزان الماء الرئيسي المتواجد بولاية تمنراست والخزانات الثانوية الثلاثة المتواجدة على طول الطريق الرابط بين مدينتي عين صالح وتمنراست، إلى جانب حفر الآبار وتجميع الماء والربط بالقنوات بين الخزانات الثانوية والخزان الرئيسي للمشروع.
المؤسف، أن الأمر لا يقتصر على مؤسسة ”كوسيدار” فقط وإنما هو حال العديد من الشركات الوطنية التي تبذل مجهودات جبارة لمسايرة المعايير والمقاييس الدولية وضمان بقائها في رواق المنافسة الشرسة الذي تفرضه المؤسسات الأجنبية في الحصول على الصفقات الضخمة، فعوض أن تجد هذه المؤسسات من يدعمها ويشجعها على تطوير هياكلها ومرافقها، تتعرض إلى انتقادات حادة في كل مرة يقوم فيها مسؤول أو وزير في الطاقم الحكومي بمعاينة مشروع تشرف على إنجازه، عكس المؤسسات الأجنبية التي نادرا ما تتلقى تحذيرات في حال تأخرها أو إخلالها بالشروط المتفق عليها مسبق، كما هو الحال بالنسبة إلى شركات فرنسية وأخرى أجنبية.