لو أعتقد أننا لا نستطيع القيام بشيء ما في البرازيل لاعتزلت كرة القدم.. علينا الاستعـداد جيـــدا والاحتفاظ بالأمــل
أكد الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش، أن المنتخب الوطني الجزائري سيذهب إلى البرازيل من أجل تحقيق نتيجة جيدة في منافسة المونديال، كاشفا أنه شخصيا ولد بعقلية الفائز ولا يحبذ التفكير في الانهزام، ولو شعر أنه لا يستطيع القيام بشيء ما مع «الخضر» في الموعد العالمي لاعتزل كرة القدم، رغم إقراره بصعوبة المهمة وقوة منافسي المنتخب الجزائري، خاصة المنتخبين الروسي والبلجيكي اللذين أكد أنهما أقوى من أشباله .حيث صرح «حليلو» في الجزء الثاني من حواره للموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، قائلا: «لو كنت أعتقد بأننا لا نستطيع فعل أي شيء، لاعتزلت كرة القدم، لقد ولدت بعقلية الفائز»، مضيفا: «أدرك أيضا أن المنتخب الجزائري أقل قوة من بلجيكا وروسيا، لكن كم مرة رأينا فريقا صغيرا يهزم المنتخبات المرشحة، علينا الاستعداد بشكل جيد، الاحتفاظ بالأمل ومحاولة تحقيق شيء ما.
الأمور تبدو معقدة لكننا سنبذل قصارى جهدنا وقد نحقق المفاجأة
أوضح حليلوزيتش أن المنتخبين البلجيكي والروسي هما المرشحان للتأهل إلى الدور الثاني من مونديال البرازيل، معتبرا كوريا الجنوبية و«الخضر» الأضعف، إلا أنه شدد على أن محاربي الصحراء سيبذلون قصارى جهدهم من أجل تجنب الخسارة، خصوصا في اللقاء الأول أمام بلجيكا، مبقيا الأمل قائما في تحقيق المنتخب الجزائري للمفاجأة: «في مجموعتنا، تبدو بلجيكا وروسيا مرشحتين للتأهل، أما كوريا الجنوبية فيمكنها تحقيق المفاجأة، لكن يبدو لي أن الأمور ستكون معقدة بعض الشيء»، مردفا بخصوص لقاء بلجيكا: «بالنسبة لنا، سيكون الامتحان كبيرا لأن بلجيكا تدخل مباراتها أمامنا وهي مرشحة للفوز، سنبذل قصارى جهدنا لكي لا نخسر المباراة وربما تحقيق المفاجأة». هذا وأضاف البوسني أن المنتخب الروسي يملك مدربا كبيرا اسمه «فابيو كابيلو»، الذي غير كثيرا من الأشياء في هذا المنتخب، مما يفرض على المنتخبات التي تواجهه احترامه وعدم الاستهانة به.
المنتخب السابق كان يلعب بأسلوب دفاعي.. ومعي تغيرت العقلية وأصبح يلعب من أجل الفوز في الداخل والخارج
هذا وعاد حليلوزيتش إلى العقلية الجديدة التي يرى أنه جلبها معه للعناصر الوطنية، حيث أكد أن المنتخب السابق كان يعتمد على اللعب الدفاعي ويفوز في المواجهات التي يلعبها في الجزائر فقط، قبل أن يأتي هو ويكرّس عقلية الهجوم واللعب من أجل الفوز في كل اللقاءات، سواء داخل الديار أو خارجها، مردفا: «قبل مجيئي، كان المنتخب يلعب بأسلوب دفاعي مع تكتيك يعتمد على كتلة دفاعية متأخرة مع مهاجم واحد، ونجح من خلال هذه الخطة في تحقيق نتائج جيدة، لكني حاولت تغيير طريقة اللعب كي لا أقول إحداث ثورة، كوني مهاجما سابقا، فأنا أميل إلى الهجوم بطبيعية الحال، وأردت غرس فلسفة الفوز في كل مباراة، سواء كانت على أرضنا أو خارجها. تعودت الجزائر دائما الفوز على ملعبها، لكن ليس في الخارج، هنا أيضا، حاولت تغيير بعض الأشياء من خلال أحاديثي إلى اللاعبين لإقناعهم بقدرتهم على الفوز خارج ملعبهم». كما أوضح التقني البوسني أن تجاوز مالي في الدور الأول من التصفيات الإفريقية المؤهلة للمونديال أعطاهم دفعا معنويا كبيرا، مؤكدا أن لاعبيه أدوا مشوارا رائعا من أجل إدخال البهجة في قلوب الشعب الجزائري.
ذهبنا إلى بوركينافاسو من أجل الفوز.. لم يكن سهلا التحضير لمباراة الإياب لكننا أنهينا المهمة بنجاح
وعن عقلية الفوز التي أصبحت تميز لاعبي «الخضر»، كشف «حليلو» أنهم توجهوا إلى بوركينافاسو، في مباراة الذهاب من الدور التصفوي الأخير المؤهل إلى المونديال، من أجل الفوز، ونجحوا في تسجيل هدفين، إلا أن الأمور - حسبه – لم تجر كما يشتهيه، خاصة مع تضييع عناصره فرصتين سانحتين: «في مباراة الذهاب في بوركينافاسو، توجهنا إلى هناك ونيتنا العودة بالفوز، أشركت فريقا هجوميا ونجحنا في تسجيل هدفين، لكننا أهدرنا فرصتين سهلتين، أعود وأكرر أنه في كل مرة لعبنا بعيدا عن قواعدنا كنا نبحث عن الفوز، لكن الأمور لم تأت كما نشتهي»، ولم ينف ذات المتحدث الضغوطات الكبيرة التي كان المنتخب الوطني عرضة لها قبل مباراة الإياب بالبليدة، مشيرا إلى أن الجماهير الجزائرية كانت تنتظر اللقاء بفارغ الصبر، وهو ما صعّب من مهمة تحضيرهم للمباراة التي عمل على الاستعداد لها كما لم يعمل من قبل: «كانت الضغوطات كبيرة جدا في مباراة الإياب، الجزائر بأسرها كانت تنتظر تلك المباراة بفارغ الصبر، لم يكن سهلا التحضير لتلك المباراة، لقد عملنا كثيرا، والواقع أني لا أتذكر بأنني عملت بهذا القدر للاستعداد لأي مباراة في السابق مثل هذه المباراة»، واستطرد قائلا: «انتهت الأمور بشكل جيد لأننا انتزعنا بطاقة التأهل إلى المونديال، لقد شعرنا بالتعب في النهاية ولكننا فخورون بالمهمة المنجزة». وعن قائد «الخضر» مجيد بوڤرة، أكد لاعب باريس سان جرمان السابق أنه يعتبر القائد المثالي الذي يمثل همزة الوصل بينه وبين بقية اللاعبين، كما أنه يتقمص دور المدرب داخل أرضية الميدان.
تمثيل العرب في المونديال مسؤولية ثقيلة.. لكنه يشعرنا بالفخر
ختم حليلوزيتش حواره بالإشارة إلى أن تمثيل المغرب العربي والعرب في نهائيات كأس العالم يعتبر شرفا له وللمنتخب الوطني الجزائري عموما، ويمنحهم شعورا بفخر معين، كونهم المتأهل العربي الوحيد إلى هذا الموعد العالمي الكبير، مؤكدا أنهم يحملون على عاتقهم مسؤولية كبيرة وثقيلة، كما أوضح أن التأهل إلى المونديال لا يتعلق بالشق الرياضي فقط، بل تعداه إلى الشقين السياسي والاقتصادي. إلى ذلك، ومن خلال التصريحات الجديدة التي تجنب خلالها استصغار الجزائر والمنتخب الوطني يبدو أن البوسني فهم الدرس جيدا واستوعب الانتقادات اللاذعة التي طالته مؤخرا، خصوصا أن تصريحاته السابقة المقزمة لـ«الخضر» كادت أن تعصف بحلمه بالتواجد في المونديال.