متطوّعون ينتشلون مطلّقة وولديها المختلين عقليا تحوّل مسكنهم إلى مكب للنفايات في أدرار

الأم لا تقوى على الحركة والبنت لم تخرج إلى الشارع منذ 11 عاما
أقدم، صباح أمس، شباب خيرون ينحدرون من عدة أحياء، من بينهم طلبة جامعيون وفي هبة تضامنية ولفتة إنسانية، على انتشال وإنقاذ عائلة تتكون من 3 أفراد من أم وابن وشقيقته يعيشون وسط القمامة والقذارة والأوساخ في منزل يقع وسط في حي 5 جويلية بمدينة أدرار، تنعدم فيه أدنى شروط الحياة في غياب النظافة وانتشار الروائح الكريهة المنبعثة من كل أرجاء المنزل المتكون من غرفتين ومطبخ في غياب وانعدام الكهرباء والماء وكل ضروريات الحياة بعدما اكتشفوا حالتهم المزرية بسبب إصابة والدتهم بمرض السكري.قام هؤلاء الشباب الخيّرون بحملة تضامنية قرّروا من خلالها إنقاذ هذه العائلة من هذه الوضعية الكارثية وغير الإنسانية بترحيلها ونقل أفرادها إلى جهات أخرى بدءا من إخضاعها للعلاج في المستشفى، خصوصا وأن كل أفراد العائلة يعانون من أمراض شتى، حيث لا تقوى الأم المطلّقة منذ أكثر من 20 سنة على الحركة وعلى رمي القمامة خارج المنزل، وهي التي تجاوزت الـ 50 سنة وتعاني من مرض السكري الذي أدى إلى قطع أصابع كلتا يديها مع ضعف بصرها، أما الإبن وهو شاب يتجاوز عمره 25 سنة فهو يعاني -حسب مختصين- وجدناهم بعين المكان بمنزل هذه العائلة خلال وقوفنا على حجم معاناتها، من اضطرابات نفسية وعقلية كانت نتيجة الظروف الاجتماعية المزرية التي يواجهونها منذ مدة طويلة، فيما تعاني شقيقته الصغرى التي تبلغ 22 سنة من ضعف البصر واضطراب نفسي حاد، أين وجدناها شبه معقدة ومصدومة مما صعّب عليها حتى الحديث إلى غيرنا ممن كانوا في المنزل، حيث صرحت لنا أنها لم تخرج من المنزل ولم تر النور منذ عديد السنوات منذ توقفت عن الدراسة في الصف الخامس ابتدائي، حيث كان عمرها لا يتجاوز 11 سنة. تجدر الإشارة إلى أن هذه العائلة كانت تعيش فقط على صدقات بعض المحسنين من دون أن يكون لها أي مدخول في حالة يرثى لها، ولم تتفطن لها لا الجمعيات ولا الكثير من الأسر ولا المسؤولين والمنتخبين ببلدية أدرار رغم قيام هؤلاء الخيرين -حسب ما صرحوا لنا به- بالاتصال بالسلطات المحلية قصد إطلاعها على وضعية هذه العائلة لكنها رفضت استقبالهم، حيث تساءل هؤلاء المواطنون عن دور مصالح النشاط الاجتماعي وفعاليات المجتمع المدني والمسؤولين وكل الهيئات ومنها الدينية التي كانت بعيدة عن هذا الواقع المرير لعائلة جزائرية تعيش في ظروف لا توصف بالكلمات في جزائر 2015. وفي انتظار التفاتة المسؤولين وفتح تحقيق في وضعيتها وإعانتها، أطلق خيرون وناشطون جمعويون وفايسبوكيون حملة تضامنية إنسانية لمساعدة هذه العائلة وإعادة الأمل لها للعيش بكرامة في كنف ظروف لائقة كباقي العائلات الجزائرية.