مختصون يؤكدون أن المساس بالهوية عن طريق الإتجار غير شرعي بالتراث يمثل إحدى مخاطر التهريب

ذكر مشاركون في الملتقى الوطني حول “التهريب وأثره على الوضع الإجتماعي والإقتصادي للمجتمع الجزائري” اليوم الأربعاء بتلمسان أن المساس بالهوية الثقافية والذاكرة الجماعية عن طريق الاتجار غير الشرعي بالتراث الوطني تمثل احدى المخاطر التي يشكلها التهريب. وأبرز الدكتور الرزقي شرقي من جامعة تلمسان الذي نشط محاضرة بعنوان “تحصين التراث الثقافي في الجزائر من أخطار التهريب والتجارة غير الشرعية” أن التحف التاريخية والقطع التراثية لم تسلم من هذه الظاهرة “التي انتقلت من تهريب كلاسيكي إلى تهريب نوعي”. وأوضح أن الجزائر التي “ليست في منأى عن هذه الظاهرة السلبية” قد ضبطت آليات حفظ وتأمين ثروات التراث الثقافي عن طريق رسم استراتيجية استشرافية طويلة المدى ووضع مخطط توجيهي للمناطق الأثرية والتاريخية بالإضافة إلى الانخراط في الاتفاقيات والهيئات الدولية المتخصصة. ومن جهته قدم الدكتور منصوري مختار من جامعة تلمسان دراسة أنثروبولوجية حول صورة المهرب في المجتمع والثقافة الجزائرية مشيرا إلى جملة من المصطلحات والرموز المبتدعة لإطلاق بعض التسميات مثل “الحلابة” إشارة إلى مهربي الوقود و”المقاتلات” وهي المركبات المهيأة لنقل هذه البضاعة والتي تفتقد لأي شروط أمنية. كما تم التطرق في هذا اللقاء الذي تنظمه على مدار يومين جامعة تلمسان بالتعاون مع القيادة الجهوية الثانية للدرك الوطني بوهران إلى منهج الإسلام في محاربة ظاهرة التهريب ودور المجتمع المدني في القضاء على هذه الآفة عن طريق تنمية الحس الوطني والوعي بالمسؤولية اتجاه الوطن. ويعرف اللقاء حضور العديد من الخبراء من الجامعة الجزائرية والمختصين في محاربة التهريب من مختلف الأسلاك الأمنية.