مختصون يجمعون على ضرورة إرساء إستراتيجية كفيلة بإعادة إدماج المسنين في المجتمع

أجمع مختصون يوم الأحد بالجزائر العاصمة على ضرورة التفكير في استراتيجية كفيلة بإعادة إدماج فئة المسنين في المجتمع و الإستفادة من خبراتهم في تكوين الأجيال الجديدة.و خلال يوم دراسي تمحور حول الأشخاص المسنين من تنظيم “الهيئة الوطنية لترقية الصحة و تطوير البحث” و في مداخلة دارت حول تناول وسائل الإعلام للمشاكل المتعلقة بكبار السن أكد الإعلامي مدني عامر بأن الإعلام و إن كان المرآة العاكسة لقضايا المجتمع إلا أن فئة العمر الثالث لا تحظى في العموم بنفس القدر من الإهتمام خاصة في دول العالم الثالث.و أرجع عامر انحسار دائرة اهتمام الإعلام بهذه الفئة إلى تراجع دورها و تأثيرها في المجتمع سواء على مستوى المنظومة المجتمعية أو الأسرية مما يسقطها من حيز الاهتمام و يدخلها طي النسيان.كما يعد تراجع قدرة الفرد في هذه المرحلة العمرية في التحسيس بقضاياه من خلال أدوات التعبير عن ذاته و حقوقه سببا آخر يجعله يلج عالم العزلة و يعاني من التهميش الذي يصل أحيانا إلى حد الإهمال يقول ذات المتدخل.و إزاء ذلك شدد عامر على ضرورة التفات الإعلام إلى هذه الشريحة التي “تبقى و في الكثير من الأحيان قادرة على المساهمة في المجتمع من خلال الخبرات التي اكتسبتها على مر السن و بالتالي السهر على ضمان نقلها إلى الأجيال الجديدة”.و من جهته أشار الدكتور فريد الماسيوي من جامعة باريس VIII إلى أن “التقدم في السن لم يكن أبدا عائقا أمام الإنسان أو مؤشرا على توقف مساره في حياته أو نشاطه”.و استدل في ذلك بالإنسان الغربي الذي يظل ممارسا لنشاطاته الإعتيادية بل حتى أنه يقوم مقام المكون و المحضر لخلفه من الجيل الشاب.أما بالنسبة للمجتمعات المغاربية فإنها و “على الرغم من التحييد متعدد الأشكال الذي يسلط فيها على المسن في حياته العملية بمجرد إحالته على التقاعد إلا أنه و عندما يتعلق الأمر بالناحية الإجتماعية و الأسرية فإنه يبقى أحسن حالا من نظيره في العالم الغربي” يضيف الماسيوي.أما في الجانب الديني فقد أكد وزير الشؤون الدينية الأسبق محمود بن رضوان بأن “الإسلام حرص و منذ 14 قرنا على إبقاء المسنين وسط المجتمع” من خلال تكريس روح التضامن و الإحترام و التبجيل التي تبدأ من الوالدين لتمتد إلى كبار السن عموما.