“مراركة” يقتلون صديقهم ويحرقون جثته بعد رميها في غابات “سرايدي” بعنابة!

فتحت، اليوم، محكمة الجنايات التابعة لمجلس ‏قضاء عنابة، قضية مقتل مغربي، والتنكيل بجثته بعد حرقها على مستوى إحدى المناطق الغابية التابعة لبلدية “سرايدي”، من طرف أصدقائه الذين يحملون الجنسية المغربية، وهي القضية التي اهتز لها الرأي العام السنة الماضية.

وقد استمعت، اليوم، هيئة الجنايات المشكلة من قضاة ومحلفين للمتهمين ‏في هذه القضية الخطيرة، حيث تم التحقيق ومحاكمة أربعة متهمين جزائريين، من بينهم ثلاث نساء، تمت متابعتهم عن جناية‏ المشاركة في الاختطاف‏ المرتكبة عن طريق الاستدراج، ‏وجنحة عدم التبليغ عن جناية، وجنحة السرقة‏.

المتهمون الرئيسيون هربوا خارج التراب الوطني بعد ارتكاب الجريمة

وحسب ما جاء في ملف القضية، فإنه تمت متابعة المتهمين الرئيسيين المغربيين المشتبه فيهم في هذه القضية، والهاربين خارج التراب الوطني، عن جناية ‏تكوين جماعة أشرار بغرض ارتكاب جناية ضد الأشخاص‏، والقتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، والتنكيل بجثة ‏وجناية الاختطاف.

وحسب جلسة المحاكمة، فإن وقائع القضية تعود إلى تاريخ 10 جانفي 2021 على الساعة 12.30، أين تلقت مصالح الدرك الوطني في “سرايدي” مكالمة هاتفية من طرف المدعو “ع.ك.ر”، أحد سكان بلدية “سرايدي” للتبليغ عن عثوره بمنطقة “واد ميزاب” بمحاذاة الطريق الولائي رقم 16، على بعد حوالي 20 مترا بداخل الغابة على جثة تلتهمها ألسنة النيران، أين تنقل أعوان الدرك الوطني على الفور مرفوقين بخلية الشرطة التقنية ومصالح الحماية المدنية، فتمت معاينة جثة متفحمة وسط ألسنة النار، وبمعاينتها تبين أنها من جنس ذكر، وأن ملامحها تفحمت كليا، وأنها كانت مكبلة على مستوى الرقبة واليد اليسرى، وبتمشيط المكان، تم العثور على قطعة حبل بلاستيكي وآثار عجلات سيارة كانت على مستوى الطريق، وبعدها تم نقل الجثة من طرف مصالح الحماية المدنية إلى المستشفى الجامعي “إبن سينا” في عنابة.

وبمباشرة التحريات الأولية وسماع أحد الشهود، وتعلق الأمر بالمدعو “ث.م” الساكن ببلدية “سرايدي”، الذي صرح أنه بنفس اليوم حوالي الساعة 11.30 إلى 12.30 صباحا، شاهد سيارة من نوع “هيونداي إي 10” حجم عائلي وبها 03 أشخاص ذكور وامرأة ترتدي نقابا رماديا، وبرفقتهم طفلة صغيرة عمرها حوالي عامين، كما أنه شاهد بينهم حقيبة زرقاء اللون، كما صرح بعض الشهود، وتعلق الأمر بكل من “ض.ص” و”خ.س”، أنهما بنفس التاريخ ولما كانا متوجهين من بلدية “سرايدي” إلى مكان عملهما حوالي الساعة 11.15، التقيا في طريقهما سيارة نوع “هيونداي إي ١٠”، وأنهما شاهدا شخصا يلعب مع طفلة صغيرة وشخصا وامرأة على متن السيارة، إلا أنهما لم يعيراهما أي اهتمام، وبمواصلة التحقيقات، تم الوصول إلى هوية الضحية المدعو “م.ح” صاحب الجنسية المغربية.

محكمة الجنايات أدانت المشاركين في الجريمة بـ 15 سنة سجنا نافذا

وخلال التحقيق، تبين بأن إحدى المتهمات كانت رفقة هذه الشبكة الإجرامية خلال عملية دفن المقتل وإحراق جثته، فيما أنكرت علمها بأنه توجد جثة شخص داخل الحقيبة، كما هددها أحد المتهمين التي كانت تنوي الزواج به بتصفيتها إذا قامت بالتبليغ عن كل ما رأته.

وقد شدد ممثل النيابة العامة خلال مرافعته على خطورة هذه الوقائع التي اهتز لها الرأي العام، خاصة وأنه تم التنكيل بجثة الضحية بعد قتله ومحاولة حرقه، والتمس من هيئة المحكمة تسليط عقوبة السجن المؤبد في حق المتهمين الأربعة، فيما تمت إدانتهم بعقوبة 15 سنة سجنا نافذا.