مطاعم رحمة 5 نجوم في سيدي يحيى

إيرانية من السلك الدبلوماسي ضمن قائمة عابري سبيل حيدرة
مشروع توزيع 10 آلاف بدلة يوم العيد ومساعدات لأطفال الجنوب خلال الدخول الاجتماعي
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم «أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلّت عليكم الملائكة».. هذا الحديث الشريف ينطبق على من قطعوا على أنفسهم عهدا لكسب الأجر ونيل الثواب، من خلال توفير إفطار شهي لعابري السبيل ومن لم يجدوا طعاما يسدّون به جوعهم بعد صيام يوم طويل..التوأم جوبا وغيلاس مثال على الكرم وفعل الخير، من خلال تحويلهما لخيمة «دار السلطان» الفخمة إلى «مطعم رحمة» يستقطب أعدادا هائلة من الفقراء المساكين بدافع واحد و وحيد «فعل الخير لوجه الله»، وهو القاسم المشترك بينهما وبين متطوعي «ناس الخير» الذين أبوا إلا مرافقة الملقبين بـ»twins du coeur». المكان أرقى الأحياء بالعاصمة بأكملها وبالتحديد ببلدية حيدرة، ومن منا لا يعرف حي سيدي يحى، أو كما هو متعارف على تسميته بـ»سيدي يايا»، قد يعتقد القارئ للوهلة الأولى، أن الزوالية وعابري السبيل لا يتخذون من هذه الأمكنة وجهة للإفطار في رمضان، لسبب وجيه ألا وهو أن حيدرة للأغنياء فقط، ولا مكان لهم هناك، إلا أن فاعلي الخير قرروا تغيير القاعدة التي اعتمدت لسنوات، وفتح أول مطعم رحمة، وهو المطعم الذي فتح أبوابه لـ»النهار»، من خلال مقاستهما لوجبة الإفطار في جو عائلي حميمي صناعه ثلة من الشباب الجزائري المحب للخير والتصدق.كانت عقارب الساعة تشير إلى السابعة مساء، عند وصولنا إلى دار السلطان أو مطعم الرحمة الذي قال عنه البعض «مطعم 5 نجوم» نظير الوجبات المقدمة، ناهيك عن الديكور الذي يطبعه، فبمجرد أن ولجنا المكان لمحنا شباب من الجنسين سمية، نريمان، اسلام، زروق «القليعة»، خيرو، مراد، إيمان، عبد الناصر، محرز، مريم وغيرهم كثر، فضلوا ترك عائلاتهم والتفرغ لخدمة الغير دون هوادة، لتقديم أفضل الوجبات وإدخال الفرحة والغبطة في نفوس «عابري السبيل»، الكل كان منهمكا في المهام المنوطة به، كما أن مظاهر التضامن عند الفتيات كانت بادية من خلال إشرافهن على عملية الطبخ في جو أخوي، حيث يقمن، بتحضير قرابة 120 وجبة إفطار كل يوم ،كما أن الوجبات التي يتم إعدادها بالمطعم تتنوع يوميا حيث تشمل ‘’الشربة’’ وطبقا ثانيا ‘’كالمثوم’’ و’’اللحم لحلو والكباب وحتى الشخشوخة ‘’ التي تبدع في تحضيرها «نريمان» التي تحظى بحب واحترام جميع رفاقها، بالإضافة إلى المشروبات والفواكه، كما أن «البوراك» بمختلف الأذواق كان حاضرا، وهي الوجبات التي قد تعجز حتى العائلات المسيورة الحال عن تحضيريها.من قال أن سيدي يحيا للأغنياء فقط كذب، وأكبر دليل على ذلك خالتي «عيشة»، واحدة ممن التقينابهم في دار السطان، طاعنة في السن كانت ترتدي ملابس بالية، محنية الظهر لا تقوى على الوقوف، حاملة في يدها قفة تكاد تسقط من يدها لضعف بنيتها، تقترب من مطعم الرحمة، وكان في استقبالها «جوبا» بوجهه البشوش والمتفائل، تبادل معها أطراف الحديث فطلب منها الجلوس إلى المائدة، غير أن خالتي عيشة فضّلت أن تأخذ معها ما يسد رمقها ورمق أبنائها الى المنزل، وهو ما استجاب له جوبا الذي أمر بتحضير الوجبة لخالتي عيشة.لم نرد تفويت الفرصة لمعرفة آراء الذين أفطروا بمطعم الرحمة، لكن أغلبهم تحاشى التصريح للصحافة، خاصة عندما لجأ البعض إلى تغطية وجهه عندما كان مصور الجريدة بصدد أخذ صور، لكن أحدهم اقترب منا وقال إن هذه المطاعم خففت عنه تعب العمل الذي أجبره للابتعاد عن العائلة التي تقطن بولاية خنشلة، وخففت عنه مشقة الصيام، شاكرا المتطوعين والمحسنين على كل ما قدموه، وهو ما ذهب إليه مجموعة من الشباب المنحدرين من ولايتي سطيف، وتيزي وزو.
وحتى الإيرانيين يفطرون في مطعم الرحمة
كشف «جوبا» صاحب مبادرة مطعم الرحمة بسيدي يحيى في حديثه إلى »النهار»، أنه ومنذ فتح ابواب المطعم في أول أيام رمضان، تم استقطاب عدد هائل من «السائلين»، مؤكدا أن المطعم ليس مخصصا فقط لحاملي الجنسية الجزائرية، بل حتى الأجانب الذين اتخذوا من الخيمة مكانا للإفطار في جو عائلي مثلما هو الحال للرعية الإيرانية، التي وبالرغم من انتمائها للسلك الدبلوماسي، إلا أنها أبت مقاسمتة «الزاولي» الخيمة حتى لا تكون وحيدة على مائدة الإفطار بعيدا عن الاهل والأقارب.من جهة أخرى، أكد جوبا أن نجاح مبادرته هاته دفع به إلى التفكير في استحداث مطاعم ممثالة في أمكنة مختلفة، وهو المشروع الذي سيجسده قريبا لمد الفقراء والمساكين بالمساعدة، مشيرا إلى أنه وفي السنة الماضية، تمكن وشقيقه التوأم من تنظيم قافلة لفائدة سكان الجنوب، وهي المباردة التي لقيت استحسانا كبيرا.
تضامن بين التوأم و»ناس الخير» تتكلل بمشاريع إنسانية
قد لا يصدق القارئ أن من يقف وراء هذا المطعم هم شباب في عقدهم الثاني، منهم طلبة جامعيون وحاملو شهادات عليا، عزموا العقد على فعل الخير وإدخال البهجة في نفوس المحتاجين، وليس هذا فحسب، فإن عمليات التضامن والتكافل التي جمعت بين التوإم «جوبا وغيلاس»، مع شباب «ناس الخير»، تكللت بجملة من المشاريع التي ستجسد بمناسبة عيد الفطر والدخول الاجتماعي شهر سبتمبر، حيث يعتزم «المحسنون الصغار» توزيع 10 آلاف بدلة بمناسبة العيد، إلى جانب توزيع محافظ مدرسية لأطفال الجنوب وغيلزان.