مطلّقات بأطفال أمام العدالة لاقتحامهن شاليهات فارغة هروبا من التشرّد في برج البحري

اتخذت مطلقات لديهن أطفال من الشاليهات الفارغة مأوى لهن هروبا من التشرد وقساوة الشارع، وذلك في حي الكاب بلدية برج البحري بالعاصمة، حيث دخلن بأبنائهن لحمايتهم من الإنحراف بعدما ذقن مرارة العيش تحت الخيم عبر بلديات العاصمة، وأمام هذا تدخلت السلطات المعنية وتابعتهن قضائيا بتهم التعدي على الملكية العقارية، حيث صدرت في حق بعضهن عقوبات بالحبس موقوفة التنفيذ، فيما لا تزال أخريات لم يمتثلن بعد.”النهار” تنقلت إلى شاليهات ”الكاب” ببرج البحري وعاينت وجود العديد من المساكن الجاهزة الفارغة، وهي غير مستغلة ومغلوقة بل أن نوافذها وأبوابها محطّمة ويمكن الولوج إليها بكل سهولة، هذا الحي الذي يحوي الكثير من العائلات التي سكنت منذ زلزال سنة 3002 منها من رحلت من شقق صلبة فتركت البيوت الجاهزة كما كانت دون تفكيكها لتتحول إلى مأوى للمطلقات اللائي تخلى عنهن أزواجهن في النفقة والمسكن فبقين متشردات.
”نسيمة” دخلت الشاليه هروبا من عصابة أرادت الإعتداء عليها واختطاف ابنتها
سردت السيدة نسيمة أم لابنة صغيرة لا تتجاوز الخمس سنوات، كيفية دخولها الشاليه في إحدى الليالي المرعبة التي عاشتها في برج البحري بعد أن حاولت عصابة منحرفة الاعتداء عليها جنسيا وسرقة ابنتها، أين ركضت وأصيبت على مستوى رجلها بعد ضربها بسلاح ابيض. وقالت ”نسيمة” بأنها امرأة دون وثائق، حيث أنجبتها أمها من أبيها دون زواج رسمي بل حتى هي تزوجت بعقد عرفي برجل تخلى عنها، لتصبح مشردة تدخل الشاليه وقاية من الأشرار، فتعرضت إلى متابعة قضائية أمام محكمة الرويبة للجنح، أين أصدر في حقها القاضي شهرين حبسا موقوف التنفيذ وهي تنتظر صدور قرار الطرد ورفعت نداء إلى السلطات قصد النظر في مشكلتها.
مطلّقة بخمسة أطفال تقتحم شاليه خوفا على بناتها من الإعتداء في الشارع
كما اقتحمت سيدة تدعى ”جميلة” شاليه في الشهر المنصرم بعد أن عانت البرد والحر في الخيم فخافت على بناتها من الاعتداء فحمتهن بالدخول إلى الشاليه المحطّم فجمعت بنتيها إحداهن ذات 25 سنة والأخرى 20 سنة رفقة ثلاثة ذكور منهم مريض يعاني من اضطرابات نفسية نتيجة المشاكل الاجتماعية التي عانوا منها، وقالت جميلة بأن وكيل الجمهورية تابعها بالتعدي على الملكية العقارية وطالبها بالخروج من الشاليه لأن القانون يعاقب على ذلك، مشيرة إلى أنها ستمتثل لمواجهة التهمة يوم 10 أفريل القادم، ووجهت السيدة نداءها إلى السلطات المحلية لإنصافها وتوفير شاليه يحميها من التشرد، مشيرة إلى أنها سكنت في أحد الأحواش ببلدية الرويبة ثم توجهت إلى بلدية برج البحري أين عانت في خيمة إلى أن سئمت فدخلت الشاليه. وفي ذات السياق، فإن محكمة الرويبة عالجت قضية مماثلة لكن وضعها يختلف بعد أن قام شيخ طاعن في السن بتغيير بيته الجاهز ببيت جاهز آخر في نفس الحي لتهرئته واستحالة العيش فيه فتوبع في القضاء وأصدر القاضي في حقه شهرين حبسا موقوف التنفيذ رغم أنه يملك وثائق شاليه الأول المهترئ وغيّره فقط. إلى جانب هذا، فإن العائلات القاطنة بالحي التي تملك وثائق السكن تحدثت لـ ”النهار” وهي توجه نداءها إلى والي العاصمة لإخراجها من البؤس عن طريق توفير بيوت صلبة، مؤكدين بأن الوعود الزائفة بالترحيل زادت من معاناتهم التي فاقت السبع سنوات.