مقتل فلسطيني في صدامات مع الجيش الإسرائيلي قرب القدس

قتل متظاهر فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي في صدامات في الضفة الغربية قرب القدس الشرقية أمس الذي شهد أيضا مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية ومئات الفلسطينيين في المسجد الأقصى،وأصيب طارق العرومي (23 عاما) خلال مواجهات مع جنود بعد ظهر الجمعة بينما كان على مقربة من السياج الأمني ونقطة التفتيش العسكرية التي تفصل الضفة الغربية عن المدينة المقدسة.وردا على سؤال، أكد الجيش الإسرائيلي انه بحسب المعلومات الأولية، فان جنديا فتح النار بالرصاص الحي ما أدى إلى إصابة المتظاهر في كتفه،وأوضح متحدث باسم الجيش أن “تحقيقا أوليا يظهر أن فلسطينيا أطلق مفرقعات ضد جنود كانوا على بعد أمتار ما عرض للخطر حياة الجنود”.وأضاف أن “جنديا رد بإطلاق النار فأصابه في كتفه”.وكان المصلون الفلسطينيون انهوا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى على صدى انفجار قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، واحتمت النساء خائفات داخل قبة الصخرة، بعد اقتحام الشرطة الإسرائيلية لباحات المسجد اثر اندلاع مواجهات مع شبان فلسطينيين أسفرت عن إصابات واعتقالات،وأعلنت الشرطة الإسرائيلية مع انتهاء الصلاة، أن اشتباكات اندلعت بين قواتها ومئات الفلسطينيين الذين كانوا يرشقونها بالحجارة،وقالت الناطقة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا السمري لفرانس برس “رشق الشبان الحجارة باتجاه باب المغاربة ودخلت الشرطة إلى الساحة”،وقدرت عدد الشبان المشاركين في الصدامات بالمئات،ومن جهته اعتبر قائد شرطة المنطقة نيسو شاحام “أن الأحداث بدأت منذ أسبوعين نتيجة تحريض وإثارة كبيرة من نشطاء اليمين الذين كتبوا على موقعهم على الانترنت ( هار هبيت شيالانوا ـ بمعنى المسجد الأقصى لنا) وقمنا بإغلاق الموقع،وسنقوم باعتقالات إضافية بين اليهود والعرب”، في تصريح للإذاعة الإسرائيلية،وأشارت الشرطة إلى أنها استخدمت قنابل الصوت لتفريق المتظاهرين وان “عشرات الناس” اتجهوا إلى داخل المسجد ليحتموا منها.وذكرت المتحدثة “تم اعتقال أربعة أشخاص على صلة بالأحداث في الحرم وجراء رشق الحجارة، كما أصيب 11 شرطيا وتم علاجهم بالمكان، وتم تفريق جميع المتواجدين داخل الحرم والمساجد ما عدا بضع عشرات من طاعني السن الذين ما زالو يتواجدون في الساحات”.وبعد أكثر من ساعة بقليل، عاد الهدوء إلى المسجد الأقصى، وقال الشيخ عزام الخطيب مدير أوقاف القدس لفرانس برس “الوضع هادئ الآن بعد أن انسحبت قوات الشرطة والوحدات الخاصة الإسرائيلية من باحات الأقصى، تفاوضنا معهم لكي لا يقتحموا قبة الصخرة أو المسجد الأقصى “وأوضح الخطيب”أن رائحة الغاز تعبق في اجواءالاقصى وباحاته، وبقايا قنابل الغاز وقنابل الصوت الفارغة منتشرة في كل مكان”وشدد الخطيب” على أن هذا الوضع بات يتكرر كل أسبوع نتيجة إعلان المستوطنين المتكرر عن اقتحام المسجد الأقصى، وهناك احتقان كبير في الشارع الفلسطيني، جراء استفزازاتهم”.وفي وقت لاحق، قال الخطيب أن “عمال الأقصى قاموا بتنظيف الباحات من بقايا قنابل الغاز، ومن بعض آثار الدم، ومن خشب حامل الأحذية التي كسرت أثناء الاشتباكات مع الشرطة”.والحرم القدسي الواقع في القدس الشرقية المحتلة والذي يضم المسجد الأقصى وقبة الصخرة، هو ثالث الحرمين الشريفين لدى الإسلام بعد مكة والمدينة المنورة في السعودية.وقال مصدر طبي في مستشفى المقاصد لوكالة فرانس برس “أن أربعة مصابين فلسطينيين وصلوا إلى المستشفى من جراء إصابتهم في مواجهات الأقصى إصابة احدهم إصابته متوسطة في الرأس جراء قنبلة صوت، والباقي إصاباتهم خفيفة”.وأوضح مصدر من عيادة الأقصى في باحة المسجد، “عالجنا خمسة مصابين جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع والضرب بالعصي ومعظمهم من كبار السن ولقد قدمنا لهم الإسعافات اللازمة”.وبحسب شهود عيان فان الشرطة الإسرائيلية أطلقت الغاز المسيل للدموع مما دفع بعض النساء للذهاب إلى داخل قبة الصخرة للحماية،وقالت أم محمد (58 عاما) لفرانس برس عبر الهاتف “كنا نصلي عندما بدا إطلاق الغاز المسيل للدموع علينا واختبأنا داخل قبة الصخرة، كانوا في البداية يلقون القنابل المسيلة للدموع عند المسجد الأقصى ولكنهم الآن بدؤوا بضرب قنابل الغاز والقنابل الصوتية باتجاه أبواب الصخرة”.ونشرت الشرطة قواتها في كافة أنحاء البلدة القديمة وفي محيط المسجد الأقصى،وفي غزة، نظمت حركة حماس تظاهرة بعد ظهر الجمعة في خان يونس في جنوب قطاع غزة شارك فيها آلاف الفلسطينيين، تضامنا مع المسجد الأقصى
الجزائر-النهار اولاين