من روائع ابن القيم الجوزي

ما أغلق الله على عبد بابا بحكمته إلا وفتح له بابين برحمته. إذا أبغض الله شخصا تركه متخبطا في كل حال، ولم يخلق له همة لطلب المعالي وشغله بالرذائل عن الفضائل والعياذ بالله. الإستغفار وطن للخائفين ، ضماد للبائسين، سعادة للتائهين، فـرج للمكروبين، غفران للمذنبين. لو علم المتصدق حق العلم وتصور أن صدقته تقع في يد الله قبل يد الفقير، لكانت لذة المعطي أكبر من لذة الآخذ. من حمل الناس على المحامل الطيبة وأحسن الظن بهم سلمت نيته وانشرح صدره وعوفي قلبه وحفظه الله من السوء والمكاره. كل إنسان في قلبه بذرة خير تحتاج إلى سقاء. إن العيون معاريف القلوب بها يُعرف ما في القلب وإن لم يتكلم صاحبها . النفس ذواقة تواقة فإذا ذاقت تاقت، ولهذا إذا ذاق العبد طعم حلاوة الإيمان وخالطت بشاشته قلبه رسخ فيه حبه، ولم يؤثر عليه شيئا أبدا. الرضا باب الله الأعظم ومستراح العابدين وجنة الدنيا، من لم يدخله في الدنيا لم يتذوقه في الآخرة. مجالسة الصالحين تحولك من ستة إلى ستة: من الشك إلى اليقين، من الرياء إلى الإخلاص، من الغفلة إلى الذكر، من الرغبة في الدنيا إلى الرغبة في الآخرة ، من الكبر إلى التواضع، من سوء النية إلى النصيحة. سئل ابن القيم رحمه الله : إذا أنعم الله على الإنسان بنعمة كيف يعرف إن كانت فتنة أم نعمة ؟ قال : إذا قربته من الله فهي نعمة وإذا أبعدته فهي فتنة. خلق الله الملائكة عقولاً بلا شهوة ، وخلق البهائم شهوة بلا عقول، وخلق ابن آدم وركب فيه العقل والشهوة ، فمن غلب عقله شهوته التحق بالملائكة ، ومن غلبت شهوته عقله التحق بالبهائم. علّم ابنك أن يقبلك على رأسك لا على يدك حتى يتعلم الشموخ والعزة بدلاً من أن يتعلم الانحناء والإذلال.