“منتخبكم يملك الفنيات لكنه يفتقد لروح جيل ماجر بلومي”
“كنا نعلق آمالا كبيرة على المغرب… والجزائر توقعت صعوبة مأموريتها في مجموعة الموت“
تحدث النجم السابق للكرة المغربية ومحلل الجزيرة الرياضية عبد العزيز بودربالة في حوار خص به” النهار“، عن عدة أشياء تخص إخفاق المنتخبات العربية في دورة جنوب إفريقيا، وكذا مشوار المنتخب الجزائري والاختلاف الذي لمسه مع الجيل الذهبي لثعالب الصحراء، كما تأسف محدثنا لتفويت تونس والمغرب والجزائر فرصة الذهاب بعيدا في هذا “الكان“، خاصة مع عدم ظهور منتخبي غانا وكوت ديفوار بمستواهما المعهود.
مرحبا بك عبد العزيز، معك صحافي من “النهار” الجزائرية يودّ محاورتك؟
أهلا بك وبكل الجزائريين، ورغم أنني منهك ومرهق إلا أنني لن أرفض طلبك.. تفضل أنا في الخدمة.
لنبدأ بالحدث القاري الذي جرى مؤخرا بجنوب إفريقيا، ما هو انطباعك بخصوص إقصاء المنتخبات العربية مبكرا من كأس إفريقيا للأمم؟
بصراحة شعرنا بخيبة كبيرة وتألمنا كثيرا بعد إخفاق منتخباتنا، خاصة وأننا كنا ننتظر منهم وجها مشرفا لاسيما من جانب المنتخب المغربي الذي وقع في مجموعة كانت في متناوله، وعلقنا آمالا كبيرة عليه ليصل على الأقل إلى المربع النهائي، وهذا على خلاف الجزائر وتونس طالما أنهما وقعا في مجموعة الموت، لذا توقعنا أن يجدا صعوبات كبيرة.
كيف بدا لك المنتخب الجزائري في هذه الدورة؟
المنتخب الجزائري منتخب محترم وجيد لاسيما من الناحية الفنية، حيث يملك لاعبين مهاريين وذوي مواهب، وأعتقد أن المشكل الذي كان يعانيه منتخبكم في المباريات الثلاثة التي خاضها هو غياب النسق الجماعي الذي أثر نسبيا على نتائجه، فضلا عن افتقاده لرأس حربة قوي يترجم الفرص إلى أهداف، وهذا ما يعانيه أيضا المنتخبان التونسي والمغربي.
لكن المتتبعين أشادوا بالمستوى الذي أظهره “الخضر” رغم غياب النتائج وخروجه المبكر من المنافسة؟
بالطبع، الجزائر أظهرت مستوى مقبولا على العموم، لكن من ناحية المردود الفردي للاعبين فقط، أما الروح الجماعية كما سبق وأن قلت فلم تكن موجودة، وهذا هو المشكل.. انظروا فقط إلى منتخبي إثيوبيا والرأس الأخضر، فبالرغم من افتقادهما للنجوم إلا أنهما أظهرا تماسكا من الناحية الجماعية.
وما هو سبب إخفاق الجزائر في هذه الدورة في رأيك ؟
(يتريث قليلا ثم يجيب) أظن أن المشكل تعرفونه أنتم لأنكم الأقرب إلى المنتخب، لا أعلم أين الخلل بالضبط، لكن بحكم أن المغرب والجزائر لهما نفس الطباع فأعتقد أن الجزائر لم تعد تملك اللاعبين الذين يملكون الحماس الذي تحلى به الجيل الذهبي لمنتخبكم، أتذكر جيدا ما كان يفعله ماجر، عصاد، بلومي وبن ساولة، فهؤلاء على غرار نجوم المغرب وتونس السابقين كانوا يصنعون الأفراح لأن بكل بساطة هذه المنتخبات كانت تستمد قوتها من هذه المواهب حتى وإن كانت أغلبها برزت في الشوارع، وأظن أن هذا ما يفتقده الجيل الحالي.
ماذا تقصد بالضبط؟
أقصد أن أداء اللاعبين الحاليين متباين بين مردودهم في المنتخب ومع نواديهم، لقد شاهدنا أن بعض اللاعبين المحترفين لم يقدموا ما كان منتظرا منهم مع منتخباتهم.
ألا تظن أن المنتخبات العربية فوتت على نفسها فرصة ثمينة لتحقيق التاج، قياسا بالمستوى المتواضع الذي أظهرته بعض المنتخبات؟
أوافقك الرأي، لأن مستوى الدورة في الحقيقة كان ضعيفا جدا، حيث لم نر كوت ديفوار الذي كنا نعرفه ولا حتى غانا، لذا أستطيع القول أننا لم نستغل الفرصة.
كلمة أخيرة..
أشكركم كثيرا وبالتوفيق للجزائر وكافة المنتخبات العربية في الرهانات المقبلة.
