منفّذو عملية عـين أمناس موظّفون سابقون في المصـنع!

أنظمة التوظيف الهشّة بالشركة سهّلت أمر اختراقها من قبل جواسيس بلمختار وأبو زيد
أشرك بلمختار أمير كتيبة ”الموقّعون بالدم”، كلّ جواسيسه السابقين، الذي عملوا بعقود قصيرة لفائدة الشركة البريطانية ”بي. بي”، في عملية الاختراق التي نفّذها الأربعاء الماضي، وذلك كسائقين وطبّاخين وكذا أعوان حراسة، مكّنتهم من الإلمام بكلّ مداخل ومخارج الشركة ومصانعها، فضلا عن قاعدة الحياة التابعة لها، زيادة على أنظمة حراستها وكل تفاصيل بناياتها.وكشفت تحرّيات مصالح الأمن المُنجزة حول جوانب الحياة الشخصية لعناصر شبكات الدعم، الناشطة لفائدة جماعة الأعور وأبو زيد، عن معرفة هؤلاء بكلّ مداخل ومخارج الشركات البترولية الناشطة بالصحراء، واطّلاعهم المباشر على تحرّكات الوفود والإطارات الأجانب، وهم أعين أبو زيد والأعور على الأهداف المسطّرة لعملياتهما الإجرامية.وعزّزت الجماعة الإرهابية من جواسيسها داخل أكبر الشركات البترولية في الجزائر، الأجنبية منها والوطنية، بالنظر لهشاشة أنظمة التوظيف لدى هذه الشركات، وعدم البحث أو التحقيق في سير عمّالها، حيث استطاع أبو زيد الاستفادة من خدمات أخيه ”الساسي” طيلة 6 سنوات كاملة، بصفته أكبر متعامل مع هذه الشركات من خلال سياراته رباعية الدفع وشاحناته المُستأجرة لديها، ومن بينها شركة ”بريتش بيتروليوم” التي استُهدفت مؤخرا. كما أوضحت مصادر قضائية مطّلعة، أن أغلب عناصر تنظيم القاعدة الذين ينشطون تحت إمرة عبد الحميد أبو زيد، ومختار بلمختار، ضمن شبكات الدعم والإسناد، كانوا يعملون بمختلف الشركات البترولية في الصحراء، كسائقين أو بالمطبخ والحراسة، وغيرها من المهام التي تقلّدوها، مكّنتهم من نقل آخر المستجدات حول تحرّكات إطارات هذه الشركات، ومن بين أهم جواسيس أبو زيد في الشركات البترولية بعين أمناس، ”ل.ع” الذي كانت له شركة مصغرة لنقل المواد الغذائية، تعاقد من خلالها مع كل الشركات البترولية بالمنطقة، في الوقت الذي كان يزوّد أمير كتيبة الفاروق بكل المعلومات الخاصة بإطارات وخبراء هذه الشركات، زيادة على مداخل ومخارج قواعد الحياة الخاصة بعمالها، والمصانع العمل وأنظمة الحراسة الخاصة بها. من جهة أخرى، كان قد أكد أحد المقرّبين من مختار بلمختار أمير كتيبة الموقّعون بالدم، المسمى ”موسى”، خلال تصريحاته لدى مصالح الأمن، أنه كان عين الأعور على الشركة الأمريكية البترولية ”هاليبورتن”، التي كان يشغل فيها منصب سائق إلى غاية القبض عليه من قبل مصالح الأمن، حيث قال إنه كان يشرف على تتبع تحركات الأجانب، ومد المعلومات لبلمختار من أجل رسم خطط الاختطاف.