مواطنون يحتجزون قطارات ويغلقون الطريق في الشفة بالبليدة

محاولة انتحار رب أسرة أثناء عملية ترحيل

 عاشت ولاية البليدة، خلال اليومين الماضيين، على صفيح ساخن بسبب أزمة السكن التي يعاني منها المواطن الجزائري بصفة عامة، وسكان ولاية البليدة بصفة خاصة، بعد أن وصل عدد سكانها إلى أكثر من مليون نسمة موزعين عبر 25 بلدية، مما أدى إلى تسجيل ارتفاع كبير خلال السنوات الأخيرة في طالبي السكن، حيث شهدت الولاية تسجيل 3 احتجاجات في يوم واحد ومطالب كل المحتجين، وهو نفس المطلب المتمثل في ترحليهم إلى سكنات جديدة بعد معاناتهم في أحيائهم القصديرية لأكثر من 20 سنة كاملة، حيث أكد جل المحتجين لـ «النهار» أنهم يعيشون حياة ضنكا منذ سنوات في ظل الوعود الوهمية المقدمة من طرف كل رؤساء بلديات الذين تداولوا على رئاسة بلديتهم لكن دون تنفيذ تلك الوعود، حيث أكد جل المحتجين أنهم اضطروا إلى استعمال كل الطرق من أجل إيصال أصواتهم للمسؤولين من غلق الطرق ومحاولة الانتحار إلى احتجاز قطارات بركابها ومنعها من مغادرة مكانها. بداية الاحتجاج الأول وقع أول أمس، بعد ما تم ترحيل 43 عائلة بحي المزارع الأربع التابع لبلدية ڤرواو الواقعة شرق ولاية البليدة، حيث شهدت رفض عدد كبير منهم لمغادرة المكان بحجة عدم قبول وضع 14 شخصا بشقة واحدة تتكون من 3 غرف بعد أن هدد البعض منهم بالانتحار الجماعي إذ تم ترحيلهم بالقوة وهدم منازلهم، أين قام رب أسرة بمحاولة الانتحار، كما قام العشرات منهم بغلق كل الطرق المؤدية إلى حي سيدي عيسى الجديد، ساعات بعد الاحتجاج الأول، حتى أقدم سكان الحي الفوضوي الواقع بالقرب من جامعة سعد دحلب على غلق الطريق الوطني رقم 29 الرابط بين بلديتي أولاد يعيش والصومعة ووضع المتاريس والحجارة وأكياس القمامة والعجلات المطاطية وإضرام النار بها، مما أدى إلى شل حركة المرور بشكل كامل مطالبين بترحيلهم إلى سكنات جديدة، قبل أن يتمكن عناصر الدرك الوطني من إعادة فتح ذات الطريق، وفي نفس اليوم تم تسجيل احتجاج آخر، حيث قام سكان دوار بشار التابع لبلدية شفة الواقعة غرب ولاية البليدة باحتجاز قطارات القادمة من العاصمة باتجاه البليدة والعفرون بوضع المتاريس والحواجز على مستوى السكة الحديدية، مما أدى إلى بقاء العشرات من الركاب محتجزين داخل القطارات، حيث طالب الغاضبون باستكمال عملية ترحيل 50 عائلة المتبقية بالحي الفوضوي. للإشارة فإن عناصر الدرك الوطني والشرطة كانت السباقة لتحاور مع المحتجين من أجل العدول عن فكرة غلق الطرق أو خط السكة الحديدية في ظل غياب المنتخبين المحليين  .