نواب الـشعب شوافرة في الخارج

سمير شعابنة: «راتبي وأنا مراسل في التلفزيون أكبر بخمسة أضعاف من راتبي الحالي »
جمال بوراس: «نحن محڤورون .. ولا قيمة لنا في بلادنا» ^ «الخلاص» بالدينار .. و«المعيشة بالأورو»
ألف و600 أورو، هي الأجرة التي يتقاضاها النائب البرلماني الجزائري المكلّف بالجالية في الخارج، وهي تقارب منحة الكرامة التي تمنحها السلطات الفرنسية لمواطنيها العاطلين عن العمل، في حين تتجاوز منحة المعاقين 3 آلاف أورو، وضعية دفعت بنواب الشعب إلى البحث عن بديل واللجوء للعمل كسائقين ووظائف أخرى تضمن لهم العيش الكريم حتى لا يتسولوا المال.في الوقت الذي يتمتع نواب المجلس الشعبي الوطني في الجزائر بامتيازات مغرية، يجد نواب الجالية خارج الوطن أنفسهم ضحية ارتفاع المستوى المعيشي وغلاء المعيشة وما يقابله من تدن لرواتبهم التي لا تكفي أحيانا حتى مصاريف النقل والسكن، رغم أنهم مطالبون بتأدية مهام كبيرة وعقد لقاءات واجتماعات مع جمعيات بالخارج، وكذا التنقل بالوسائل الخاصة ووسائل النقل العمومية من أجل حل مشاكل الجالية الجزائرية في الخارج، خاصة بفرنسا، في ظل قلة عدد النواب بالمقارنة مع عدد الجزائريين المتواجدين بها، وهو ما يدفع في كثير من الأحيان النواب إلى البحث عن مصادر تمويل أخرى باعتبار أن رواتبهم ضئيلة جدا ولا تكفي حتى للعيش الكريم.
«الخلاص» بالدينار ..و«القضيان» بالأورو
الغريب أن إدارة المجلس الشعبي الوطني تقوم بدفع رواتب نوابها في الخارج بالدينار، رغم أنهم يقطنون بالخارج ويدفعون تكاليف العيش بالعملة الصعبة، وهو ما يضعهم دائما في حرج خاصة في ما تعلق بطريقة تحويل العملة ويحتم عليهم اللجوء إلى السوق السوداء.
نواب الجالية يتحولون إلى «شوافرة» في عاصمة الجن والملائكة
من جهة أخرى، كشفت مصادر موثوقة لـ«النهار»، أن بعض النواب لجأوا إلى البحث عن مهن أخرى على غرار أحد النواب الذي شوهد وهو يقود سيارة فخمة ملك لأحد المسؤولين الفرنسيين، ليتضح فيما بعد أن النائب بمجلس ولد خليفة كان يمارس عملا إضافيا لتغطية تكاليف معيشة عائلته في فرنسا، وكذلك الشأن بالنسبة لباقي نواب الجالية الذين يضطرون لممارسة عمل آخر على اعتبار أن رواتبهم لا ترقى لأن تكون منحة للعيش الكريم في البلدان التي يمارسون فيها مهامهم النيابية.
النائب سمير شعابنة لـ ” النهار”: كنت أتقاضى وأنا صحفي بالتلفزيون خمسة أضعاف راتبي الحالي
أكد النائب عن الجالية الجزائرية في فرنسا عن جبهة المستقبل، سمير شعابنة، في اتصال مع «النهار»، أمس، أن الراتب الذي كان يتقاضاه حينما كان مراسلا بالتلفزيون الجزائري من باريس خمسة أضعاف الراتب الذي يتقاضاه حاليا باعتباره نائبا للجالية في الخارج.وأضاف المتحدث قائلا: «ليس هناك قانون يحمينا كنواب في الخارج، نحن نتقاضى رواتبنا، بالفعل نحن مقيمون في الخارج لكن عندما نمرض نضطر للدخول إلى الجزائر للعلاج، إلى جانب أننا نملك الحق في الحصول على أربعة تذاكر سفر فقط في السنة، عكس النواب الآخرين المتواجدين في الجزائر والذين يملكون 24 تذكرة سفر وهو أمر غير مقبول». وتابع يقول: «الرواتب التي نتقاضاها لا تكفي في أوروبا، لأن كل شيء ندفعه بـ«الأورو» وليس بالدينار، صحيح أنه يمنح لنا منحة بـ«الأورو» لكنها تبقى ضئيلة جدا مقارنة بالمعيشة في أوروبا، لأن النائب ملزم بالتنقل خاصة أنه لا يملك سائقا أو سيارة خاصة، بل يتنقل باستعمال «الميترو» ويدفع ثمن التذاكر، إلى جانب مصاريف أخرى تشكّل عبئا ثقيلا على النائب، على غرار تكاليف الفنادق والهدايا ومصاريف الدعوات الرسمية للجمعيات وحتى أفراد الجالية الجزائرية بالخارج».من جانب آخر، اعترف سمير شعابنة أن حقوق النواب بالخارج مهضومة بالمقارنة مع النواب الفرنسيين الذين يملكون مكاتب وامتيازات أخرى، خاصة فيما يتعلق بالتغطية الصحية، حتى أنههم ليسوا معترف بهم في فرنسا، وطالب المتحدث بالحصول على راتب محترم كفيل بتغطية ودفع تكاليف مستلزمات الحياة وما يتماشى مع المعيشة الصعبة في الخارج. وأضاف قائلا: «أنا أقول للمسؤولين بالمجلس الشعبي الوطني أعطني حقي وحاسبني، لأننا نعتبر جواسيس ولسنا محميين، وغالبا ما نعقد الاجتماعات في المقاهي والمطاعم، وهذا عيب ويؤثر على سمعتنا، وأؤكد أن موظفا بسيطا في القنصلية والسفارة الجزائرية في الخارج، خاصة أوروبا، يتقاضى أضعاف راتب النائب البرلماني من دون ذكر أنه يملك مسكنا وأولاده يدرسون في الخارج ويملك التغطية الصحية اللازمة».
النائب جمال بوراس لـ” النهار”: نحن محـڤـورون.. ولا قـيـمة لنا في بلادنـا
اعتبر النائب عن الجالية الجزائرية، جمال بوراس، عن حزب جبهة التحرير الوطني، أن نواب الشعب هم الفئة «المحڤورة» في الجزائر قائلا:«خلي البير بغطاه المعيشة في أوروبا غالية والنواب مساكن في حالة صعبة، ليس لدينا أية قيمة في بلادنا».