إعــــلانات

هدف بوڤرة خيّب أملي وسأبقى عانسا طوال العمر

هدف بوڤرة خيّب أملي وسأبقى عانسا طوال العمر

 لا أرغب في إفساد فرحتكم ولن أعيش لحظة واحدة إذا تمنيت لوطني غير النصر والانتصار في كل المناسبات، ولست جزائرية أصيلة ابنة مجاهد إن لم أرفع الراية الوطنية خفّاقة كلّما استدعت الظروف، وإن كان حملها واجب على كل الجزائريين، على الرغم من ذلك فإن فوز المنتخب الوطني وتأهل الجزائر للمونديال خلّف في نفسي خيبة أمل وانكسار لأن هذا الأخير ضيّع أملي وفوّت عليّ الفرصة الوحيدة لكي أحظى بالاستقرار بسبب هدف بوڤرة لأنه قضى على مشروع زواجي . أنا حسينة من مدينة جيجل في الخمسين من العمر، امرأة مستقمية ملتزمة، ترفعت عن العلاقات العاطفية التي تستهوي الشباب ولم أجعل نفسي لقمة سائغة لذئاب بني البشر، مما جعلني أعيش على الهامش لأن الكل ينظر إلي بدونية، فامرأة متخلفة مثلي لا تواكب متطلبات العصر، لا مكان لها لدى الجنس الآخر، لهذا السبب لم أكن أحظى بإعجاب أي رجل ولم يحدث أن تقدّم أحدهم لخطبتي علما اني ابنة عائلة ثورية مجاهدة شريفة معروف علينا الصلاح والتقوى.بعدما بلغت هذا السن وبعد أن تسلل اليأس إلى قلبي لأنه ليس في وسعي تحقيق حلم الأمومة، أبرق الأمل في حياتي من جديد، لأن إحدى الجارات لعبت دور الوسيط و تقدّمت بالنيابة عن قريبها المقيم في فرسنا لكي تخطبني بعدما تعذّر على هذا الأخير القدوم إلى الجزائر لأنه مقعد، أخبرتنا أن أولاده سيتولّون كل شيء بالنيابة عنه خلال الصيف المقبل موعد إقامة حفل الزفاف، لقد وضعنا الخطوط العريضة واتفقنا على كل شيء في انتظار حلول هذا اليوم.أتيحت لي فرصة الحديث مع الخطيب عبر الهاتف، رجل يكبرني بعشر سنوات، تعرّض لحادث إثناء عمله خلف له هذا الأخير عاهة مستديمة منعته من الوقف على قدميه، لقد وعدني بالكثير من الأشياء الجميلة، منها حج بيت الله، طلب مني مساندته ولن يبخل علي بكل ما تشتهيه النساء، جعلني أعيش فوق السحاب وأحلم في النوم واليقظة وأعدّ الأيام والليالي لكي يحين موعد سفري إليه، لكن الأحوال انقلبت رأسا على عقب بعدما تأهلت الجزائر للمونديال لأن من عوّل عليهم للقيام بهذه المهمة فضلوا الذهاب إلى البرازيل من أجل مناصرة الفريق الوطني، وفريقهم الثاني «فرنسا»، وبالتالي الانتظار حتى سنة 2015 أو عليّ الذهاب بمفردي وهذا لن يحدث ولن يبارك أي كان من أفراد عائلتي الفكرة لأنها في نظرهم ذل، والأجدر بي البقاء في بيت والدي معززة مكرمة على خوض هذه المغامرة.لهذا السبب أجدني محطمة وحزينة، لأني مسكينة وعديمة الحظ، سأعيش ما تبقى من حياتي دون إتمام نصف الدين الغاية والحلم الذي راودني كثيرا، على الرغم من ذلك فأنا راضية بقضاء الله وقدره، أسألكم الدعاء لي وأن يرزقني الله بما هو خير.

 

  حسينة جيجل

رابط دائم : https://nhar.tv/9vybN