هكذا باعت طبيبة وممرض وقابلة الطفل ليث إلى امرأة عاقر في قسنطينة

توقيف طبيبة مختصة وقابلة وعون أمن بالمستشفى الجامعي في قسنطينة - الجانية موظفة بالمحافظة العقارية وزوجها مسبوق ويعمل سائق شاحنات – زوج الجانية يتواجد بحاسي مسعود في حالة فرار
تمكنت مصالح الأمن من فك جريمة اختطاف الرضيع «كاوة ليث» فجر الثلاثاء 27 ماي، بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، بعد مجهودات جبارة وضغط رهيب تخللته مسيرتان شعبيتان نظمها أقرباء العائلة الضحية ومتضامنون معهم، ونجحت في إعادة البسمة إلى السيد، فريد وزوجته، بعد مرور كابوس دام 18 يوما لن تمحى فصوله من ذاكرتهما رغم عودة ابنهما إلى أحضانهما.
الأم المزيّفة أرادت تطعيم الرضيع المختطف فانكشف أمرها
أسرّت مصادر على صلة بملف التحقيق في قضية اختطاف «كاوة ليث»، أن الخيوط الأولى التي قادت إلى اكتشاف مكان تواجد الرضيع المفقود، كان وراءها القائمون على العيادة متعددة الخدمات بمدينة تمالوس غربي سكيكدة، عندما تقدمت سيدة تدعى «ب.ز» البالغة من العمر 44 تقطن بمنطقة مراية في تامالوس رفقة ابنها المزعوم من أجل تطعيمه، لكنها أظهرت تصرفات مريبة لمّا طُلب منها الدفتر الصحي الخاص بالرضيع، ثم غادرت المصحة مدعية العودة مجددا بعد إحضار الدفتر الصحي لتعود، أول أمس الخميس، مرّة أخرى رفقة الرضيع وبحوزتها دفتر صحي تبين عند معاينته من طرف القائمين على تطعيم الرضع أن «ليث» خضع للتطعيم من طرف ممرضة من دون ختم قبل أيام، ومن دون إشعار المتهمة «ب.ز» تم إخطار مصالح الدرك بمدينة تامالوس بالقضية وما يحوم حولها من أمور تثير الشبهة، تم إخطار الجهات القضائية بالأمر، وأثناء التحقيق معها ادّعت أن الطفل أنجبته من زوجها «ن.س» البالغ من العمر 59 عاما، وهو مغترب عاد إلى أرض الوطن قبل 4 سنوات فقط ويعمل سائق شاحنة مقطورة، وأنها وضعته بعد خضوعها إلى عملية قيصرية، وأثناء الكشف عليها من طرف دركية لم يعثر على أية آثار للعملية الجراحية التي ادعت الخضوع إليها، لتنهار السيدة وتكشف عن أن الابن الذي بحوزتها جلبه لها زوجها المتواجد في حالة فرار بضواحي مدينة حاسي مسعود حسب معطيات أمنية متوفرة، وأوضحت بأنه قال لها إنه اشتراه من عند أم عازبة تنحدر من قسنطينة، ونفت السيدة التي تبين أنها عاقر أثناء نقل أقوالها أن تكون على علم بأن الأمر يتعلق بالرضيع «ليث» الذي بلغتها تفاصيل قضية اختفائه من طرف وسائل الإعلام. وقد تم تحويل الموقوفة إلى محكمة مدينة تامالوس للتحقيق بحضور النائب العام لدى مجلس قضاء سكيكدة.
المتهمة أقامت لـ «ليث» العقيقة والجيران استغربوا إنجابها
وحسبما تمّ جمعه من معلومات من محيط المتهمة التي تعمل موظفة بالوكالة العقارية بمدينة تمالوس في سكيكدة، فإن كل الجيران الذين يعلمون أنها عجزت عن الإنجاب منذ زواجها، أصيبوا بذهول كبير عندما أقامت مأدبة ودعت الجيران والمقربين لمشاركتها العقيقة تبركا بازدياد ابنها البكر، لكن الجميع كانوا يتساءلون فيما بينهم عن كيفية ظهور هذا الابن فجأة من دون أن ينتبه أحدهم لحملها وانتفاخ بطنها طيلة فترات الحمل، خصوصا وأنها غير ماكثة بالبيت، وهي الأسباب التي أثارت الشبهات وحركت أول شكوى لدى مصالح الأمن قبل انكشاف أمرها بالعيادة متعددة الخدمات.
توقيف طبيبة مختصة وقابلة وعون أمن بمستشفى قسنطينة
وفيما لا تزال التحريات متواصلة، علم بأن مصالح الشرطة القضائية بأمن ولاية قسنطينة، توصلت أمس، إلى معطيات جديدة أثبتت أن جريمة اختطاف الرضيع ليث، تقودها فعلا شبكة متاجرة بالرضع، ينطلق نشاطها من داخل مصلحة الولادة بالمستشفى الجامعي ابن باديس، وقد أسرّت مصادر عليمة معلومات مفادها أن قوات الشرطة أوقفت أمس، 3 موظفين آخرين يشتبه في صلتهم المباشرة بالقضية والمشاركة في اختطاف الرضيع وبيعه للممتهم الفار، ويتعلق الأمر بكل طبيبة مختصة تدعى «ش.ح» وقابلة تدعى «أ.ف» وعون أمن يدعى «ق.س»، جرى نقل أقوالهم داخل مقر الأمن الولائي إلى غاية ساعات متأخرة من مساء أمس، وسط إجراءات أمنية مشددة.
أم ليث تعرّفت على ابنها داخل مقر أمن الولاية وسط أجواء مؤثرة
في حدود الساعة السادسة إلا عشر دقائق من مساء أمس، اصطف عشرات أعوان الشرطة والضباط بالزيين المدني المتواجدين أمام مدخل مقر الأمن الولائي الكائن بسطح الكدية، أين استقبل إطارات الشرطة سيارة الإسعاف التي أقلت الرضيع المختطف ليث رفقة عدد من رجال الضبطية القضائية الذين تنقلوا إلى مدينة تامالوس، وحسب المعلومات المسربة من داخل المبنى فإن الأم المفجوعة تعرفت على ابنها في مشهد مزق قلوب كل من تابع تلك اللحظات، إلى درجة أن ضابطات الشرطة ذرفن الدموع تأثرا بالأم التي خارت قواها بمجرد رؤيتها فلذة كبدها وهي تتحدث إليه بعبارات جد مؤثرة، وسط ارتياح منقطع النظير للسلطات الأمنية التي استنفرت قواعدها وعاشت أصعب اللحظات من أجل طي ملف القضية التي حركت الرأي العام وأثارت ردود أفعال تجاوز صداها إقليم ولاية وقسنطينة.
الأعمام والأخوال والجيران استقبلوا خبر العثور على «ليث» بالبارود
من جهته، عرف حي بن شرقي الشعبي حركة غير عادية هبّ على إثرها مئات المواطنين إلى منزل عائلة كاوة، من أجل مشاركة العائلة فرحتها في عودة ليث إلى أحضان أسرته ووالديه على وجه الخصوص، «النهار» كانت حاضرة وقاسمت سكان بن شرقي فرحتهم أمام باب المنزل المفتوح على مصراعيه، وفي تصريح للسيد، يحيى كاوة، بصفته عم ليث، أكد بأنه رفقة أشقائه التسعة وأصهارهم يحضّرون لاستقبال ابنهم «ليث» بطلقات البارود، وفي غمرة السعادة كانت الزغاريد تعم أرجاء الحي وسط إقبال متواصل للأهل والأقارب.