هكذا تمكّن سلال من إقناع حركة العدالة لأبناء الجنوب بالانخراط في المصالحة
انتظار عودة 9 قيادات في حركة أبناء الجنوب كدفعة ثانية من بينهم “عبد السلام طرمون“
رحّب سكان وأعيان ولاية إيليزي بجهود الوزير الأول، عبد المالك سلال، التي مكنت من استرجاع أبنائهم إلى حضن دولتهم وإيجاد مخرج لهم من الأزمة التي ورطوا أنفسهم بها، وذلك للعودة إلى ذويهم وأبنائهم الذين شُردوا نتيجة اختيارهم العمل المسلح في الجبال، وتمكن التائبون الثلاثة من بينهم القيادي برفقة «الطرمون عبد السلام» المدعو «محيي السنة»، من العودة إلى ذويهم وكأن شيئا لم يحدث .
“عبد السلام طرمون” اشترط تسليم نفسه بالعاصمة
كشفت مصادر لـ«النهار» شاركت في عملية الوساطة رفضت ذكر اسمها، أن الاتفاق بين حركة أبناء الجنوب، والسلطة تمثلت في عودة تدريجية لعناصر الحركة وتخليهم عن السلاح، فيما اشترط زعيمها «عبد السلام طرمون» أن يسلم نفسه في الجزائر العاصمة، بحضور سياسيين وأن يحظى باستقبال عدد من السياسيين من أجل استكمال الاتفاق، كما اشترط أن يبقى الطرمون عبد السلام رفقة عدد من قياديي حركته من بينهم 9 آخرين في موقعهم بجبال الطاسيلي، إلى غاية دخول قوات الجيش الوطني الشعبي إلى نفس النقطة من أجل إنشاء موقع وثكنة عسكرية بها، واستلام أسلحة التنظيم، فيما سيقوم الطرمون بالتنقل إلى العاصمة من أجل تسليم نفسه هناك فيما سيسلم البقية أنفسهم بايليزي.
عفورئاسي عن عناصر الحركة
وأوضح مصدر قضائي أن الجميع سيستفيدون من عفورئاسي شامل عام عن الجرائم المتابعين فيها، من بينها الاعتداء على قافلة الدرك الوطني، التي كانت تقل سجناء ليبيين، والتي قام بها التنظيم الإرهابي من أجل الظهور الإعلامي فقط لأن عناصره تمكنوا من الوصول إلى عناصر الدرك لكنهم لم يريقوا الدماء، وأضاف أن العناصر التابعة للطرمون عبد السلام، لم تتورط أيديها بالدماء حسب التحقيقات الأولية التي تقوم بها المصالح الأمنية، وهوما سهل الاتفاق بين الطرفين.
رسالة عبد المالــك ســلال إلـــى طرمـــــون
وأضاف المصدر أن الوزير الأول عبد المالك سلال الذي كان يشرف على عملية الحوار أولا بأول، فيما يتعلق بشقها السياسي، فيما تكفل ضباط أمن من المنطقة بتنسيق العملية رفقة نواب مجلس أمة والمجلس الشعبي الوطني وعدد من الأعيان، قد وجه رسالة إلى «عبد السلام طرمون» مفادها أن الجزائر في حاجة إلى كل أبنائها وأن المرحلة الحاسمة التي تمر بها الجزائر تحتاج إلى عودتهم، مع استعداد السلطات المحلية لتقديم كل الضمانات الممكنة، من أجل احتضانهم، وأنها مستعدة لتلبية المطالب الاجتماعية لأبناء المنطقة، كان لها المفعول الأكبر في استجابة عناصر حركة العدالة لأبناء الجنوب، الذين اجتمعوا وقرروا تلبية نداء الوزير الأول الذي عبر عنه طرمون بأنه نابع من القلب، وساعده في ذلك الثقة الكبيرة التي يحظى بها الوزير الأول عبد المالك سلال لدى أعيان وسكان الجنوب. وكشفت مصادر مقربة من «الطرمون عبد السلام»، أن هذا الأخير فضل الاستجابة إلى نداء الوزير الأول عبد المالك سلال، والانخراط في ميثاق السلم والمصالحة، خاصة بعد توافد عدد من إرهابيي القاعدة وإرهابيين من ليبيا إلى جبال الطاسيلي، وتموقعها في الشق الثاني من الجبال، وأضاف المصدر أن الطرمون كشف لمقربين منه أنه أصبح يخاف من تحول تنظيمه وتوجهه نحو الدموية والدولية، بعدما كان ينشط في إطار محدود، وذلك بعد انخراط عدد من الإرهابيين الماليين والليبيين واحتكاكهم بالتنظيم.