هكذا سطا «سحار» مالي على قرابة مليارين من بيطري باستعمال رأس أفعى!

قدم نفسه كلاجئ سياسي بسفارة جنوب إفريقيا وزعم أن لديه ميراث بقيمة مليوني أورو
الشرطة حجزت أعشابا مسحوقة وعصا عليها نقوش وبقايا عظام حيوانات ورأس أفعى
عالجت مصالح أمن ولاية الجزائر قضية نصب باستعمال السحر وممارسة طقوس «الماسونية» تفنن في إبداعها رعية مالي، لكن الغريب في الملف أن الضحية ليس بالجاهل أو الأمي، بل مثقف وطبيب بيطري وصاحب شركة استيراد وتصدير كانت له رغبة في مضاعفة ماله بكل الطرق، فلجأ إلى رعية مالي يمارس طقوس السحر والشعوذة وصاحب شهرة كبيرة في مجال السحر، حيث كان يلقب بالملك أو الأب، وأنه بمقدوره جعله ثريا في ظرف وجيز، فقام الضحية بالتواصل معه عبر شبكة التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، ورضخ الضحية لطلبات الساحر، حيث أحضر ماله ووضعه كله تحت تصرف المتهم وراح يتابعه وهو يمارس طقوسا ماسونية باستعمال نجمة سداسية.
وقد تمكنت مصالح الأمن لولاية الجزائر من توقيف الرعية المالي، وهو متحصل على شهادة تربص في الطب العلاجي بمنطقة برج الكيفان شرق العاصمة، حيث عثرت ذات المصالح على مجموعة من الأغراض كان يستعملها من أجل النصب والاحتيال عن طريق ممارسة طقوس السحر والشعوذة.
ومن بين المحجوزات التي عثرت عليها الشرطة، مجموعة أعشاب مسحوقة و3 أقنعة صوفية بها «ودع» وبقايا عظام حيوانات ورأس أفعى وورقة مكتوب عليها طلاسم و8 هواتف نقالة وجهاز بلازما ومبالغ مالية بالأورو والدولار، حيث تحركت مصالح الأمن بناء على الشكوى التي رسمها طبيب بيطري قال إنه وقع ضحية نصب من طرف المتهم المدعو «كوبالي مامادو دومبا» صاحب الـ48 سنة، الذي أوهمه بأنه عن طريق السحر بإمكانه مضاعفة مبلغ من المال، حيث قام بسلبه مليار و800 مليون سنتيم عبر دفعات.
وتعود وقائع القضية الحالية إلى، تاريخ 16 أفريل، بعد تلقي ذات المصالح نداء من قاعة الإرسال، مفاده تواجد شخص بمستشفى بشير منتوري بالقبة تعرض إلى النصب والاحتيال على مستوى شارع قريقوري بالقبة من طرف 3 أشخاص من جنسيات إفريقية، حيث سلبوه مبلغا ماليا معتبرا، ويتعلق بالضحية المدعو «ر.ت» من مواليد 1972 طبيب بيطري مقيم بحي لابروفال، وبعد تعافيه رسم شكوى ضد مجهولين من جنسيات إفريقية.
أين أكد أنه يملك مكتبا بحي لابروفال يستغله كشركة استيراد وتصدير MELVET، وفي شهر أكتوبر 2017، تعرف على المتهم عن طريق الأنترنت، حيث اتفق معه على الاستثمار في المجال الفلاحي وأوهمه بأنه لاجئ سياسي بسفارة جنوب إفريقيا بحيدرة، وأن له ميراثا من أمه بدولة مالي قيمته مليوني أورو، وسيقوم بإدخاله للتراب الوطني عن طريق طائرة دبلوماسية، حيث أحضر له صندوقا به كمية كبيرة من الأوراق المطلية في شكل نقود مطلية بمادة كيميائية غريبة، حيث قام بتجزئة البعض منها وتنقيته بواسطة محلول سحري غريب واستخرج أوراقا من فئتي 50 و100 أورو.
واشترطوا على الضحية تقديم مبلغ 48 مليون سنتيم كدفعة أولى ثم مبلغ 27 مليونا ثم 300 مليون سنتيم، ثم ضرب له موعدا بالقرب من فندق «بالاس»، أين سلمه مبلغ 7.5 مليون سنتيم، وبخصوص مبلغ 84 مليونا قام المتهم بتعتيمها بواسطة مادة خضراء، ولكنه لم يتمكن من إرجاعها إلى حالتها الطبيعية، ولطول الانتظار انتابت الضحية شكوكا بأنه تعرض إلى النصب وأصيب بوعكة صحية استدعت إدخاله على جناح السرعة إلى المستشفى.
وقد توصلت التحريات إلى أن الأوراق التي سلمها المتهمون للضحية ذات لون أسود وأخرى خضراء، أنها كانت مغمورة بسائل كيميائي غريب وتنبعث منه رائحة جد سامة، ومن المقرر إحالة ملف المتهم على المحاكمة الأسبوع المقبل للفصل فيه.